المساهمة الفردية لخلق «توازن بيئي»

المحافظة على البيئة والتوازن في استغلال موارد الطبيعة تبدأ كمسؤولية على المستوى الفردي، كل منا يحمل عبئا للمحافظة على البيئة المحيطة به، وإحسان استغلال مواردها حتى نخفف من الأثر السلبي لمنهجية الحياة التي أصبحت ترهق المحيط البيئي بشكل كبير. المسؤولية هنا تكاملية بين كافة لأطراف المستفيدة من أفراد وشركات وحكومات.
الدين كذلك يحث على المحافظة على البيئة وإحسان استغلال مواردها دون تجنٍ على هذه المصادر الطبيعية التي قد تنضب يوما ما، وتكون سببا في تعاسة وبؤس أجيال قادمة، وسنكون مساءلين عما خلفنا لهم من إهلاك لبيئة الحياة التي ينتظرون العيش فيها.
تتعالى الأصوات المنادية بتحسين استغلال المواد الصناعية وعدم إرهاق البيئة بها، تخفيض الانبعاثات الضارة بالأجواء المحيطة، والمساعدة على إيجاد بيئات بديلة لتعويض الخلل الحاصل من سوء استخدام الموارد البيئية.
تبرز هنا بعض الأفكار التي بدأ توفيرها وتوظيفها على مستوى عالمي للمساهمة في تخفيض الأثر السلبي تجاه البيئة، ولتحقيق التوازن الطبيعي المنشود، كما أنها توفر مصادر وبدائل معيشية وترويحية ذات تكلفة ضئيلة مقارنة بالمنافع المتحققة منها.
''تقنية الأسطح الخضراء'' تقنية بيئية ذات تكاليف منخفضة عالميا تسهم في زيادة الرقعة الخضراء التي تسهم في تقليل المخاطر البيئية لجفاف وعدم الاهتمام بالمناطق الخضراء المفتوحة. يمكن أن يستفاد من هذه التقنية لتوفير بدائل الأغذية العضوية Organic Food. كما أنها تستخدم كأسلوب تربوي يساعد على تنشئة أبناء يتعاملون مع البيئة المحيطة كشريك استراتيجي وليست كسلعة تستنفد بدون إحلال.
جلب هذه التقنية وتوعية المجتمع حول فائدتها، مع التأكيد على توظيف المكونات الطبيعية التي تساعد على خلق التوازن البيئي، مع التركيز على استخدام الأساليب الرشيدة في سقاية هذه المساحات الخضراء، سيوفر على الدولة والمجتمع عبئا ثقيلا قد نواجهه في المستقبل القريب.
المسؤولية هنا تقع على ثلاث جهات: الرسمية المتمثلة في وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة، التي يمكن أن تبدأ في مشروع إيجاد هذه المساحات والمسطحات الخضراء على المباني الرسمية والوزارات، بمرافقة البرامج التوعوية والداعمة للأفراد لحثهم ومنحهم الميزات التفضيلية للانخراط في مشروع المدن الخضراء.
الشركات العاملة وخاصة الصناعية منها أو الموردة لبعض المنتجات ذات الأثر السلبي على البيئة كالمركبات والأدوات الكهربائية الأخرى، يقع عليها عبء كبير لدعم مبادرات التوازن البيئي والمساهمة في إيجاد مشاريع الدعم لتوسيع نطاق هذه التقنيات انطلاقا من مسؤولياتها نحو المجتمع الحالي، ومسؤولياتها نحو تعويض ما يستغل من مقدرات بيئية قد تضر بالأجيال القادمة.
الأفراد سيكونون المحرك الرئيس في تبني وإنجاح أي مبادرات في هذا الاتجاه، ونتمنى أن نرى مجموعات هندسية تطوعية تساعد المجتمع على توظيف هذه التقنيات لتعميمها على أكبر نطاق ممكن، ولتعظيم الاستفادة منها.
هذه المبادرات بحاجة إلى من ينقلها إلى حيز التنفيذ، فمن يأخذ بعصا السبق؟
وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي