جمهورنا غير !
هناك أمر غريب يحصل في دهاليز منظومتنا الرياضية حتى أن كثيرا منها تحولت مع مرور الزمن إلى أن تكون (عادية) الحصول بيننا، وحين الرجوع إلى البدايات والتفكير لها وبها وعليها بهدوء، نكتشف أننا نسلك طرقا كثيرة نعتقد أنها توصل إلى ما نريد مع أن الحقيقة تقول إن الطريق واحد لا غير و هو ما يجب علينا استخدامه و مع ذلك نتساءل دائماً .. أين الخلل؟!
مثلا حين نشاهد ما يحصل عند (أهل) الكرة هناك و ما يحصل هنا نجد أننا نجهز و نركز و نشتغل بتفان و(إخلاص) للعب خارج الملعب أكثر من الكثير بكثير عن اللعب في داخله، والسبب أننا أوجدنا لنا علم كرة قدم خاص بنا لا يتشابه مع علمها الحقيقي إلا بالاسم فقط، مع قليل جداً من إضافة بعض قوانينها و هو ما جعل مفهومها عند (أغلب) الجماهير يكون معكوسا، و دليل على ذلك ما يحصل حاليا بين بعض جماهير ناديي الأهلي و الاتحاد حاليا من أخذ وجذب من هنا وهناك واختلاق قضايا نحن وهم في غنى عن إيجادها أولها بدأت في قضية التقسيم حتى أنهم استنزفوا الكثير من التركيز في مباراة ستلعب بينهما في بطولة قارية كان من الأولى أن توفر للعمل لداخله، فهذا يقول أنتم من طلب التقسيم، والآخر يرد بالنفي وتركوا النظام و قوله في مثل بطولات هكذا! أخيرا نأتي ونقول لماذا يحصل في رياضتنا كل ذلك؟ محاولين أن نتغاضى عن الخلل ونرمي بكل ما يحصل على كرة قدم وهي أبعد ما تكون عن تكويننا وفهمنا لها فلا هي طلبت من محبيها أن ينشروا البغضاء والكراهية بين متابعيها وخصومها، ولا هي وضعت شروطا أحدها من (أجل إثبات ولائك لناديك اكره المنافس) و لم تطلب أكثر من الاستمتاع بها ولها!.
ما حصل ويحصل والخوف مما سيحصل ليس إلا امتداد لجماهير أغلب أنديتنا الذين يتابعون ويفرحون لخسائر منافسيهم أكثر من اهتمامهم وفرحهم لأنفسهم وأنديتهم ولن يكون هناك من تفسير لكل ذلك أكثر من كونها (ثقافة) ابتليت بها رياضة كما ابتلي المجتمع بهذه العقول على مجالات وأصعدة مختلفة، فمتى يأتي اليوم الذي نركز فيه على الملعب ونعترف بأن الاستمتاع بكرة القدم والكراهية لا يجتمعان في مفهوم الرياضة ؟!
وحتى لا يفهم بأن هذه الحروف هي مجرد مثالية (مكشوفة) لكم أن ترجعوا إلى نهاية معظم المباريات الكبرى على مستوى المعمورة وشاهدوا كيف تنتهي مبارياتهم بالتصفيق للخاسر قبل فرحهم بالانتصار.
بعدها دعونا نتذكر أن ديننا هو من يطلب أن ننشر السلام والمحبة وليس العكس!.