الرؤية والنشيد الوطني

بحلول الذكرى الثانية والثمانين لقيام هذا الكيان الموحد، الذي اعتدنا منذ الصغر على ترديد نشيده الوطني الذي حفظه كل مواطن، ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، حيث تحتدم المنافسة بين دول العالم في الريادة وتبوؤ مكانة متقدمة في شتى المجالات تبرز أهمية وجود رؤية واضحة ومستشرفة للمستقبل تحفظها الأجيال الناشئة، كما تحفظ السلام الوطني. نريد للجيل الناشئ أن يعرف أين سيكون مركز المملكة في عيدها الوطني المائة، أي بعد 18 عاما من الآن وكم سيكون ترتيبنا في مختلف القطاعات العلمية والتقنية وغيرها؟ لقد لعبت خطط التنمية الخمسية المتوسطة المدى دورا جيدا في تحقيق نهضة في جميع المجالات للمملكة كبلد نام، لكن آن الأوان لنا أن نضع خططا طويلة المدى لنصبح بلدا متقدما، منتجا ومصدرا للعلوم والتقنية وليس مستهلكا للموارد فحسب. هل رؤية المملكة التي نريد لكل مواطن الإيمان بها هي "أن نكون من الدول العشر الأولى في المجالات التقنية والصناعية والرعاية الصحية والخدمات والتعليم"؟. لماذا لا نطمح إلى دخول مجموعة الثماني G8 في بضع سنين؟ هذا ممكن - إن شاء الله - بتضافر الجهود لتحقيق هذه الرؤية التي يجدها المواطن أمامه في كل مكان "السعودية 2030 ضمن مجموعة الدول الكبرى اقتصاديا وعلميا". ولترجمة هذه الرؤية إلى أفعال يتم التخطيط لتحقيقها من خلال وضع استراتيجيات وأهداف ذكية محددة التواريخ بمستهدفات كمية ونوعية في شتى مجالات الحياة. كذلك يتم التأسيس لأجيال موهوبة ومبتكرة والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة بعقد شراكات واتفاقيات تعاون تضمن - بإذن الله - تخريج جيل مبدع يتمكن من تقديم المنفعة الاقتصادية والعلمية لبلاده بخدمات ومنتجات متنوعة. إن المواطنة الحقة ليست شعارات، إنما أفعال تنبع من حب حقيقي للوطن يجري في العروق ليحفز المواطن على تقديم الكثير دون مقابل. لقد كان العامل الياباني وما زال يعمل ساعات إضافية من أجل اليابان التي يعشقها ويستميت لتحافظ على صدارة الدول المتقدمة. لم تكن سنغافورة وماليزيا تمتلكان الموارد والإمكانات التي نمتلكها في السعودية، ومع ذلك حققت الدولتان في أقل من 20 سنة قفزات متتالية وصلت بهما إلى مصاف الدول المتطورة. لقد مللنا من وضعنا في قائمة الدول النامية ونريد الانتقال من دول العالم الثالث إلى العالم الأول اقتصاديا، وصناعيا وعلميا، والذي نحن فيه بديننا وقيمنا من خير الأمم. ويتطلب ذلك التهيئة المناسبة للبنى التحتية والأنظمة والتشريعات لتتماشى مع هذه الرؤية الطموحة وتنفيذها بشكل مسؤول ومنظم لتحقيق الاستراتيجيات. أتمنى أن نرى كل مواطن على هذه الأرض الطيبة يردد ويعتقد بإمكانية تحقيق الرؤية التي يمكن أن يضعها المختصون في وطننا الحبيب.

سارعي للمجد والعلا
حققي الأهداف والرؤى

كل عام والوطن من حسن إلى أحسن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي