لحمة يا دنيا لحمة!

لحمة يا دنيا لحمة .. لحمة وغابوا البهايم لحمة وما في لحمة .. والشعب صايم ونايم .. أقتبس أو أقلد مطلع أغنية "أحمد عدوية" الشهيرة .. زحمة يا دنيا زحمة .. زحمة وغابوا الحبايب ..
وأطرق موضوع اللحم أو اللحمة بعد أن صرح معالي وزير الزراعة "فهد بالغنيم" في كلمة خلال تدشين معرض السلع الغذائية الأساسية في غرفة «الرياض» (26/9) صرح بأن أسعار اللحم (اللحمة الحمراء) عالية جداً وبعيدة عن مائدة (إمكانيات) متوسطي الدخل في المملكة .. وأن الناس اتجهوا إلى استهلاك أو أكل لحوم الدواجن لأن تكلفتها أقل .. لقد وصل متوسط سعر كيلو اللحم الطازج إلى ما يقارب 60 ريالا!! هل هذا منطقي؟!! وهل ستقبل الدواجن أن ترتفع قيمة وسعر اللحم وتبقى على حالها؟ بالطبع لا .. فارتفع سعر الدجاجة وزن 900 جرام لتصل هي الأخرى إلى 13 ريالا .. وبالطبع لن يقف السمك يتفرج هو الآخر بعيداً عن المنافسة .. فارتفع هو الآخر ليصل بعض أصنافه إلى 50 ريالاً .. وما فيش حد أحسن من حد استناداً إلى نظرية الأواني المستطرقة!
اللحم في وطننا العربي هو الطبق الرئيس بصفة عامة على الموائد الشرقية .. خاصة في بعض الأشهر من العام وفي مناسبات دينية نعرفها جميعاً .. ولا يمكن أن يحل الدجاج أو الأسماك بصفة دائمة بديلاً عن اللحوم .. ولا شيء يعلو على طعم اللحم .. وهنا يلح السؤال: لماذا ارتفعت أسعار اللحوم بهذه الدرجة؟ لقد كانت "سورية" ولمدة طويلة أحد المصادر الرئيسية لاستيراد الأغنام عبر السنوات الماضية، ولكن لما تمر به بلاد "الشام" من أحداث سياسية قاسية لم يعد الاعتماد عليها بالأمر المنطقي وكان لابد من وجود مصادر وأسواق بديلة مثل العودة لاستيراد الأغنام من دولة "الأردن" بعد رفع حظر الاستيراد بعد خلوها من الحمّى القلاعية الذي استمر لأكثر من عامين كذلك يمكن فتح الاستيراد من "أستراليا" وغيرها والتي تقارب مراعيها المراعي العربية وبالتالي لا يختلف طعمها أو مذاقها كالذي اعتاد عليه المستهلك في المملكة.
والسبب الآخر الذي لا يقل أهمية عن تنوع مصادر الاستيراد هو ارتفاع أسعار الأعلاف ولوازمها .. فمن المعروف أن المملكة تعتمد بصفة أساسية على استيراد الأعلاف وأن الحكومة تدعم الأعلاف بنسبة لا تقل عن 50 في المائة من قيمتها مما يمثل عبئا ثقيلا ولابد من دراسة واسعة وسريعة بحيث يمكن إنتاج الأعلاف داخل البلاد مما يسمح بخفض قيمتها وبالتالي خفض قيمة اللحوم، حيث تمثل التكلفة الرئيسية في تربية الأغنام وحتى طرحها للاستهلاك.
عزيزي الجائع .. عفواً أقصد عزيزي القارئ .. إلى أين تذهب أسعار اللحوم ارتفاعاً .. وهل سيأتي اليوم الذي يقدم فيه الخطيب لعروسه في يوم الخطوبة "فخدة ضأن في علبة قطيفة حمراء"؟!.
***
همس الكلام:
"الرجيم: أسهل شيء، كل بقدر إمكانياتك المالية".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي