الوطن.. أصالة المنهج وجوهرية العمل
يوم الأحد الماضي احتفلت المملكة بيومها الوطني، بما يعنيه من استعادة أمجاد الآباء والأجداد الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل وحدة الوطن تحت قيادة الملك المؤسس الذي بذل ورجاله، فكان لنا وطن كبير نعيش فيه وننعم بخيراته ونتميز فيه بالأمن والاستقرار ووحدة القلوب، ولنا كل الحق أن نفخر بإنجازات أولئك الأفذاذ الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء في ظروف هي غاية في الشح والندرة، ولكنها عزائم الرجال التي لا تلين أبدا، حتى يتحقق لها مرادها النبيل وهدفها العظيم وغايتها السامية.
الإرادة وتوفيق الله منحا هذه البلاد أن تكون المثل على مدى قرن من الزمان، شهد فيه عالمنا العربي ومحيطنا القريب الاستعمار وتقلب الأوضاع السياسية الداخلية وتعدد المذاهب الاجتماعية والاقتصادية، التي أورثت بعض البلدان شروراً ومآسي قاسية وتجارب مريرة أو نقلات حادة، ظن معها البعض أنهم التقدميون وغيرهم رجعيون .. فيما نحن لم نشرِّق ولم نغرِّب، وكان منهجنا أصيلا كما رسمه مؤسس هذه البلاد، كما أن الإنجاز أيضا لما هو جوهري وعظيم من الأعمال، وليست مبادرة خادم الحرمين الشريفين في ذكرى اليوم الوطني بتدشين أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف ومخاطبة شعبه من أرض طيبة الطيبة سوى تكريس لذلك النهج الأصيل، والعمل الجوهري.. نحن بلد لم يسمح في يوم من الأيام باستيراد فكر أو نظرية، وإنما تمسكنا بثوابتنا ولم ننعزل عن العالم من حولنا، كما شاركنا في كل المتغيرات، جامعين بين الأصالة والمعاصرة.. ومن يقرأ التاريخ الحديث يجد أن هذه البلاد لم تخضع يوما لمستعمر أو غازٍ، بل كانت أول دولة عربية اعترف بها العالم دولة كاملة السيادة وعضوا في المنظمات الدولية.
إن عزيمة قيادتنا السديدة ظلت تقتحم الصعاب ولا تعرف المستحيل لكل ما ينبغي إنجازه لمصلحة الوطن والمواطنين، فحراك التنمية دائما لا يتوقف، كما أن مواجهة ما يحيط بنا من أخطار هو نصب أعين هذه القيادة تراه أول أولوياتها وواجباتها مثلما هو واجب كل مواطن، فالأمن قضية نعيشها، تؤطرنا الوسطية ويقودنا الاعتدال ويصوننا الولاء للوطن والانتماء الصادق له بالتلاحم العميق بين القيادة والشعب حيثما كانت المنطقة، فكل منطقة منه قريبة، سواء في وسطه أو على تخوم حدوده، فكلها يجمعها رباط مقدس في كيان أرضه أرض القداسة ومكارم الأخلاق اسمها المملكة العربية السعودية، مكللة عبد الله بالمجد والفخار أولا وأخيرا.