خرج ولم يعد
يخرج الزوج من منزله ذات صباح أو مساء وقد قرر عدم العودة إلى منزل الزوجية وتظل الزوجة حائرة في سبب غيابه حتى تفاجأ بورقة الطلاق أو بأخبار أن زوجها تزوج عليها.
ويبدو أن ظاهرة هجر الزوجة في المجتمع السعودي أصبحت ذائعة وما خفي كان أعظم لأن الكثير من السيدات يخجلن من مواجهة المشكلة أو الشكوى لأحد.. وعادة ما تلتزم الزوجة الصمت على أمل أن تتغير أحوال زوجها أو تتبدل نحو الأفضل دون تدخل أحد أو حتى مناقشته.. وهكذا يستمرئ الأزواج عملية الهجر دون النظر للتبعات.. ولكن السكوت على هذا الوضع خطر لأنه يسبب خللا في المجتمع.. وبسبب هذه التصرفات تتفكك الأسر مما يؤدي إلى ظهور شبان من مدمني المخدرات.. والإرهابيين.
وبعض الدراسات تفيد بأن عدد السيدات السعوديات المهجورات بلغ نحو خمسة آلاف امرأة.. ولكن لماذا يهجر الزوج زوجته؟.. لا بد من معرفة الأسباب ودراستها ومعرفة أسباب انتشارها ومدى خطورتها على الأسرة والفرد والمجتمع.. وقد حذر أستاذ الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الدكتور محمد النجيمي من أن تشكل هذه الحالات ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها بما ينذر بكارثة اجتماعية.. وقد شدد على ضرورة أن تصدر هيئة كبار العلماء فتوى كالتي صدرت بشأن تصرفات بعض الآباء في تزويج بناتهم.. وكذلك إعداد نظام قضايا يتضمن عقوبات ضد الزوج الذي يثبت هجره زوجته بغرض الزواج من أخرى.. وهذه العقوبات تتمثل في الغرامة المالية المعتمدة على عدد سنوات الهجر وكذلك السجن والجلد.. ولعل هاتين العقوبتين تحدان من هذا السلوك.
ويبقى السؤال قائما.. لماذا يهجر الزوج زوجته؟! ومن المسؤول عن هذا الجفاء الذي يصيب علاقتهما؟ الزوج الذي يتابع الفضائيات والمطربات والفنانات بإعجاب شديد؟.. أم الزوجة التي تنغمس في الأعباء المنزلية وتربية الأولاد وإدارة البيت وتنسى وجود الزوج حتى يخرج بلا عودة؟!
سؤال نطرحه على الأزواج والزوجات وننحاز مقدما إلى الزوجات!