الخادمة وسائق التاكسي والحلاق
الخادمة : هو كائن قابل للرحمة في بيوت وفي بيوت أخرى لا تمسّه الرحمة إطلاقًا, مناط بمهام كثيرة وثمة مهام قد تكون مفاجأة وأخرى عاجلة, وفي النهاية يستلم راتب زهيد أقل بكثير مما يستحقه ذلك الجهد, هي أقرب من الحلاق وسائق التاكسي للأسرار خصوصًا أسرار البيوت.
سائق التاكسي : هو شخص يعمل وهو مسترخي, ولكن عدد ساعات العمل تشل الإسترخاء مسببة تدهور في نفسيته وفي صحته, حيث يشتكي من ألم في الظهر أو الرقبة ومناطق أخرى, مما لا يدع حيزًا للشك أغلب سائقي التاكسي لا يكف عن تبادل الحديث مع الزبون, والباعث للضحك هو أن ثمة زبائن لا يكفوا عن البوح بأسرارهم وأسرار مجتمعهم وأسرار محرم نشرها لكن مع الثرثرة جائز تقول أي شيء في كل شيء وفق نظريتهم الفاقدة للصواب.
الحلاق : مهدد بالدخول في عراك كلامي وفي حالات قد يتحول الكلامي إلى الأيدي, خصوصًا إذا كان جديد على البلد ولا يعرف من العربية إلا القليل, مهنته قريبة من حديث النظافة من الإيمان, قد يكسب علاقات من خلال مهنته, ويأتي في المركز الثاني بعد الخادمة من حيث الفضائح المحفوظة لديه, الأكبر من الغباء تجد عنده من يتصل بزوجته ويتبادل معها حديث ساخن أو تجد من يتحدث مع صاحبه عن السياسة أو عن كلام لا يستحق نطقه ونشره ولكن المغفل ذكره ويحسب أن الحلاق مغفل!
أحذروهم فكل ما لا يقال في جعبتهم, لا تفصحوا عن الأسرار أمامهم ولا تثقوا بجميعهم فكم من القصص أذهلتنا وكم من القصص هزّت الثقة بيننا وبينهم وكم من القصص جعلتنا نأخذ الحيطة منهم, لأن هذا يلقي بالضرر على المجتمع وليس على مجموعة فقط.
عاملهم بلين ورفق ولا تكلّفهم ما لا طاقة بهم لأن من المتوقع أن يدخل في الرواية موضوع إبتزاز لشيء معين قد يغير مجرى حياة وشيء من هذا القبيل, من الطبيعي جدًا أن الإساءة - غالبًا - تواجه بالإساءة!
لعل مقصدي من هذا المقال أوضح من الشمس في رابعة النهار, وهذا من باب خوفي عليكم, وتذكر أفضل مستودع للأسرار هو أنت, ودمتم بخير وسالمين.