استقالة مسببة
يندر في مجتمعاتنا أن تجد شخصا يعلن بصراحة أنه استقال من هذا العمل أو ذاك لأنه فشل في تحقيق ما هو مطلوب منه. والأندر من ذلك أن تجد من يبادر بالاستقالة لأنه أخطأ. الشيء السائد أن يستقيل أو يُسْتقال بناء على طلبه، بعد أن تعيي الحيلة المسؤول في إصلاحه.
هذا الحال يجعل خبر استقالة الدكتور عبد العزيز نخيلان الشمري مدير مستشفى حائل العام حدثا يستحق التوقف، أولا بسبب ندرته كما ذكرنا، وثانيا لتحفيز كل من لم يستطع أن يعمل، على أن يأخذ هذه الخطوة.
وهي عموما فرصة تفتح أفقا للتحرك الإداري ولإتاحة الفرصة للدماء الجديدة التي تساعد على تحريك الراكد والساكن في المفاصل المختلفة.
لست هنا بصدد الخوض في سبب الاستقالة أو حتى في إعطاء صك براءة لهذا أو ذاك. لكن من المهم جدا أن يلجأ كل مسؤول نال شرف خدمة الناس إلى محاسبة نفسه، وأخذ القرار الذي يتسق مع ضميره. لقد أعطى الملك عبد الله - يحفظه الله - رسالة واضحة للوزراء مع إعلان الميزانية مطلع هذا العام، وطالبهم بأن يكونوا في خدمة الناس وأن يحققوا حاجاتهم. هذه الرسالة، تعني أن الحساب سيكون عسيرا تجاه المقصر في الدنيا والآخرة.
إن شفافية خطابات الملك ينبغي أن يواكبها الوزراء وكبار المسؤولين بكثير من التفاعل وعدم الغرق في بيروقراطية تجعل - على سبيل المثال - تجهيزات وترميم مستشفى تم توفير اعتماداتها المالية تتعثر سنتين كاملتين.