شرفيو النصر.. ماذا بعد العضوية؟

يبدو أن جوّال النصر أصبح الشغل الشاغل للجماهير النصراوية المتلهفة لعودة الفريق هذا الموسم بتفاؤل يختلف كثيراً عن المواسم الماضية، فبعد أن اطمأنت على الرسائل النصية التي أعلنت الصفقات المحلية والأجنبية، وإيجابية معسكر برشلونة هاهي تتلهف بكل شوق أيضاً لنغمات رسائل الجوّال التي تحمل بشائر أسماء أعضاء الشرف الذين بادروا بتسديد رسوم العضوية الشرفية.
حتى كتابة هذا المقال وصل عدد أعضاء الشرف الذين قاموا بتسديد الرسوم البالغة 100 ألف ريال 15 شرفياً، لكن التساؤلات المهمة التي ينبغي أن تُطرح سواء للإدارة النصراوية أو أعضاء الشرف أو الجماهير بعيداً عن هذه الأرقام الضعيفة: ماذا بعد رسوم العضوية الشرفية؟ وهل تقتصر علاقة الكيان بهذا العضو أو ذاك على سماع هذه المسجات السنوية فقط؟ ولماذا لا تحاول الإدارة تطوير علاقتها بالشرفيين والاستماع إلى أفكارهم التي تصب في مصلحة الفريق؟ وهل تنتهي بالفعل مهمة عضو الشرف بمجرد دفع هذه الرسوم أو حضور لقاء سنوي؟
على أرض الواقع ومن خلال المعطيات السابقة وقياساً بتجارب العضو الفعال والعضو الداعم وغيرهما من أعضاء الشرف المميزين في الأندية الأخرى، فإن العلاقة بين الإدارة النصراوية والشرفيين ليست كما ينبغي، أو هي بالأحرى علاقة وهمية لا حقيقية، وكل ما في الأمر دفعات شحيحة يتم تحصيلها كل عام مقابل أن يسجل هذا العضو أو ذاك اسمه في القائمة الشرفية فقط، والنتيجة أن الإدارة وأعضاء شرف يعدون على الأصابع أصبحوا يتحمّلون كل شيء، ولا أعتقد أنهم قادرون وحدهم على أن يحيطوا بمصروفات مالية لا حصر لها.
حل الأزمة المالية مشترك بين الإدارة والشرفيين، فإدارة النصر مقصرة في جوانب كثيرة، ويجب أن تفتح قلبها لأعضاء الشرف الذين يحتاجون إلى أن يشعروا بوجودهم، ويكونوا في قلب الأحداث دائماً، عبر الاستئناس بآرائهم والاستعانة بمشورتهم، ليتحقق الدعم المادي والمعنوي، وهو المهم في هذا الجانب، كما أن الشرفيين عليهم أن يعلموا أن دفع الرسوم شرط من شروط الانتساب للعضوية الشرفية لا دعم، ويجب أن تتلوها مبادرات فعلية لا صوتية يستفيد منها اللاعبون، وتسهم في تخفيف العبء المالي عن كاهل الإدارة، فناد كالاتحاد رغم الخلافات المتعدّدة أسهم أعضاء شرفه بـ 40 في المائة من ميزانيته العام الماضي.
المبادرات كثيرة ومتنوعة لأعضاء شرف النصر، فباستطاعة شرفي التكفل بمكافآت فوز فورية لرفع معنويات الفريق في أي مباراة ينتصر فيها، وبإمكان ثان الإسهام في دفع الرواتب، ولا أظن أن شرفياً ثالثاً يعجز عن التكفل بمصروفات المعسكرات التي تقام استعداداً لأي لقاء، كما أن تجديد عقود بعض اللاعبين يستحق التنويه بشرفي رابع، وهكذا تتوثق الصلة والعلاقة بين الإدارة والشرفيين لإسعاد جماهير النصر الجديرة حقاً بهذه المبادرات.
إن تعريف عضو الشرف في الأندية الرياضية وفق اللائحة الأساسية الموحدة للأندية في المملكة المُقرة من قِبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ''هو الذي ساهم أو يساهم في تقديم خدمات مميزة للنادي''، وأجزم أن المبادرات السابقة من قبيل الخدمات المميزة لو طبقها أعضاء شرف النصر فعلياً، أما الاكتفاء بتسديد رسوم العضوية الشرفية السنوية التي بموجبها يصبح عضو شرف فواجب لا يندرج ضمن فئة الخدمات المميزة، فهل يدرك أعضاء شرف النصر ذلك؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي