الاتحاد.. نتاج رعاية الشباب

يبدو أن ثقافة التأثر والتأثير أطلت علينا بوجهها السلبي في المشهد الرياضي بعد أن كانت إشراقاتها الإيجابية ترسِّخ مبدأ الانتفاع المشترك، وتعمل على تعظيم الاستفادة من النتاج الفكري والأدبي، وبناء على هذا المبدأ المهم الذي يركز على الأفكار والثقافة المتبادلة ونقل الخبرات فلا صوت أعلى هذه الأيام من صوت ''النتاج'' و''المنتوج'' الذي بدأ يسيطر على حديث الوسط الرياضي، فهل تأثر المنتخب بنتاج الأندية أم أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أثرت في الأندية والمنتخب؟
الارتباط وثيق بين جميع الأطراف سواء سلباً أو إيجاباً، وإذا كان إخفاق المنتخب السعودي الذي أوصله إلى درجة متدنية لا تليق بسمعة كرة القدم السعودية في التصنيف الدولي مستمدا من نتاج الأندية وعشوائيتها وفق تبريرات رأس الهرم الرياضي المسؤول عن كرتنا، فإن تردي أحوال بعض الأندية ووصولها إلى حالة يرثى لها فنياً وإدارياً ومالياً وتنظيمياً هو بالتأكيد نتاج الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
خذوا على سبيل المثال، الاتحاد عميد الأندية السعودية فمن كان يظن أنه سيصل إلى هذه الفترة الانتقالية الحرجة؟ ففي الوقت الذي تتوالى فيه أخبار الأندية واستعداداتها ودوي التعاقدات المحلية والأجنبية التي تعلن بين الحين والآخر، وتنثر البهجة على محيا أنصارها، تهيؤاً للاستحقاقات المحلية والخارجية المقبلة، نجد أن المونديالي غارق في همومه وانقساماته، يعيش فراغاً إدارياً كبيراً أوقعه في أزمة مالية خانقة أجبرته على اقتسام وجبة ''الشاورما'' مع جماهيره الوفية، وتنظيم حملة مليونية لدعم الفريق، وسط صمت وتدخل في الوقت نفسه من الرئاسة التي أعتقد أنه غاب عنها صوت الحكمة والمرونة، وهي التي يفترض أن تكون حريصة على تفعيل مبدأ التأثر والتأثير الذي يحتم على الرئاسة دعم الأندية وتهيئة البنية الملائمة، لترتقي الأندية بالكرة السعودية.
من هذه الجزئية تحديداً تبدو الآثار السلبية جراء إغفال هذا المبدأ الإيجابي، فصمت الرئاسة قاد الاتحاد الذي تنتظره مشاركة آسيوية مهمة إلى أن يبقى دون رئيس فعلي يدير شؤونه حتى موعد انعقاد الجمعية العمومية، وحينها ماذا ستكون النتيجة؟ سيبدأ الدوري، وتغلق فترة التسجيل، وتطير الطيور بأرزاقها، والمتضرر النادي ثم المنتخب!
أما التدخل المتمثل في رفض أن يكون الفايز رئيساً لأعضاء الشرف فلغز لا أملك إلا أن أتساءل معه: أين الرئاسة من هذا التحذير عندما تم تنصيب الفايز رئيساً قبل شهر من الآن؟
قد يقول قائل: إن الرئاسة تسير وفق اللائحة الأساسية الموحدة للأندية في المملكة، وأقول: أين المرونة التي تحضر مع أندية وتغيب مع أخرى؟ وكيف تتطور الرياضة السعودية وعميد أنديتها بلا رئيس؟ ألم يكن من الأجدى تقديم الجمعية العمومية ليتسنى للاتحاديين متابعة احتياجات الفريق منذ وقت مبكر؟
تحضر هذه التساؤلات، وبين الصمت والتدخل يبقى الاتحاد دون قيادة إدارية، فالكل مرؤوس ولا رئيس! ويا خوفي من مجموعة المستقبل اليوم، وغدا كتلة المونديالي، وبعد غد قوى العميد! فعلا هذا ما ينقص الاتحاد يا رعاية الشباب! فهل من تفسير لكل ما يحدث أم أنها بضاعتكم ردت إليكم؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي