يا نايف .. تبكيك الشعوب

إلهى ، رأيتُ الشمسَ في خطوةٍ عَجلى .... تلوذُ بوجهِ الغربِ كالحُرةِ الثكلى
مضتْ ،وابتدا زحفُ الظلامِ وغُيّبتْ ..... وروحيَ ترنو في مهامِهها جهلا
أسائلُ يومي ، كيفَ تغربُ شمسُهُ .... وللتوِّ وقتُ الظهرِ من ساعتي ولّى
فأطرقَ مكسورَ الجناحِ وعينُه .... تفيضُ بدمعٍ نافيٍ أنّها خجْلى
فأيقنتُ أنّ الخطبَ سلَّ رماحَهُ ..... تُسابقُ أخباراً بها الشؤمُ قد حلا
ولوّحت الأنباءُ حُمرا سيوفُها ..... تقدُّ عن الأفواهِ بسماتِنا العُزلا
تجهمَ يومي في اشتباكِ أناملي...... ليملي ، وياليت المصيبةَ لا تُملا
فجائعُ مذهولاتْ، من هول مابها ..... لعمريَ ما استوعبتُ فاجعةً وجلى
فأجهَشَ بالأنباءِ سودًا كفوفُها..... إذا لمستْ سمعي تناثرتُ بالقتلى
أتسألَ عن عينِ النهارِ ونائفٌ .... تخيرَ قربَ اللهِ في الملأِ الأعلى
صُعِقتُ وما ألفيتُ صوتًا يقلُّني ..... ولا شهقةً عليا ولا زفرةً سفلى
أحسُّ كأنَّ الأرضَ أُحرِقَ طينُها .... وطارَ رمادًا في العيونِ لتخْضلا
وفاضتْ مياهُ البحرِ من كُثرِ نزفنا ... وفي مثلهِ دمعُ المصيبةِ لا يبلى
بكيناكَ يا أمنَ الديارِ وسورَها .... وحُقَّ لنا نُبكي لكَ الصخرَ والرملا
وتبكي أياديكَ الشعوبُ وندبُها.... إلى الخلدِ يا مَن أمطرَ الحَزنَ والسهلا
يقالُ عزاءٌ فيكَ ، واللهِ لا أرى ..... عزاءً ، وذا حصنُ القداسة مُنهلّا
بنينا بكَ الأوطانَ حتى تواترتْ .... بأنكَ أنتَ الفضلُ إنْ ذكروا الفضلا
ننامُ وما نامتْ عيونُكَ حولَنا ..... تحيطُ بنا حُبًا ، وترقبُنا جذْلى
فلو كنتَ فصلاً خامساً في قلوبِنا ..... لصارَ ربيعُ الخيرِ في عُرفنا محلا
وأنتَ تصبُّ الأمنَ ملءَ نفوسِنا ..... وما صحةُ الأبدانِ من أمنِنا أغلى
وإن زادتِ الآراءُ في كل مشهدٍ .... نرى في ازدحامِ الرأيِ في قولكَ الفصلا
فرحماكَ ربي ، إن نائفَ ما ونى ..... يثجُّ على الحجاجِ من قلبهِ ظلا
رؤوفٌ بهم ، يشقى ، وتضحكُ روحُهُ ...إذا بسموا شكرًا ، على قلبهِ أحلى
إلى ذروةِ الفردوسِ خُذْ بيمينِه ..... فنائفُ عبدٌ من عبادكَ ما استعلى
حوى سنةَ الإسلامِ ينشرُ عطرَها .... ويربتُ بالإيمانِ أكتافَ مَن ضلا
له الحبُ منّا ، والمحبةُ مِنحةٌ ..... وحبُّ عبادِ اللهِ من حبّهِ جلّ .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي