هل يقع الطلاق السري؟

الطلاق.. له شروطه وضوابطه وقوانينه الخاصة، التي أقرها الشرع والدين وكتاب الله وسنة نبيه ـــ عليه الصلاة والسلام ــ، وحددته الشريعة الإسلامية وعرفته.. ولكن.. للبعض تجاوزاته.. هناك من يطلق زوجته دون علمها، وهناك من يمنع النفقة، وهناك من يطلقها وهي حائض، فإذا طهرت جامعها، وهناك من يطلقها ويكتم طلاقه ويمارس حياته معها كزوج لمزيد من التنكيل بها أو لأنه ندم على طلاقه السري لها فلا يريد أن يخبرها ويمارس حياته كأن شيئا لم يكن.
وتبقى قصة إحدى السيدات أكثر إيلاما من كل ما سبق.. فهي مطلقة بعد زواج دام أكثر من 40 عاما.. طلقها زوجها بعد أن بلغت الـ 65 من العمر.. كانت الزوجة الأولى عاشت معه على السراء والضراء.. أنجبت له الأولاد والبنات، توفي فحزنت عليه حزن الزوجة المحبة.
وبعد أشهر من العدة والحداد عليه.. وخلال بحثها عن أوراق ومستندات لحصر الميراث.. فوجئت بوثيقة طلاقه لها قبل أكثر من أربع سنوات دون علمها.. يعني أبقاها أربع سنوات كاملة يعاشرها معاشرة الأزواج وهي لا تعلم بأمر طلاقها.. صدمت بهذا الزوج المتوفى الغشاش.. خلعت ثياب الحداد، وتخلصت من أي أثر وذكرى له في البيت وتحولت دعواتها من الرحمة عليه للدعاء عليه ليلا ونهارا.. خصوصا أنه تركها بلا نفقة أو ميراث أو تركة تعينها على الحياة في سنواتها الأخيرة.
أما عن أسباب التجاوزات المسيئة فتعود إلى قلة الوازع الديني والتنكيل بالمطلقة.. الشرع يؤكد أنه لا يجوز شرعا أن يعاشر مطلقته إذا بانت منه بينونة صغرى إلا بعقد نكاح جديد والبائنة بينونة كبرى لا تحل إلا بعقد جديد بعد أن تنكح رجلا غيره ويطلقها، وإذا كانت تعلم بأنها بائن منه لا يجوز لها أن تمكنه من نفسها، أما إذا لم تكن تعلم فالإثم والعقاب عليه.
ولا بد من محاكمته إذا ثبت عليه الوطء يجب أن يعرف الزوج أن كلمة الطلاق ليست كلمة سهلة يتفوه بها لأتفه الأسباب والأوقات.. فلا بد أن يدرك متى يطلق.. وهل هذا الطلاق صحيح أم بدعي.. لئلا تحدث تجاوزات.. فهناك جهل عند كثير من الناس فربما يطلقها ثلاث طلقات في مجلس واحد أو يطلقها وهي حائض أو يطلقها بعد طهر جامعها فيه كل هذا طلاق لا يصح.. ويأثم الرجل عليه، وإن كان يجهل فهي مصيبة وإن كان يدري فالمصيبة أعظم.