تبرعوا لسوريا ولكن !!

اثار غضب الجميع في العالم العربي ما يحدث في سوريا من مجازر وحشية تتهتك في حق الاطفال والأبرياء والشعب السوري عامة ,والجميع عبر عن استياءه من خلال الاعلام المرئي والمقروء و حتى من خلال شبكات التواصل الاجتماعية,وبرامج المحادثة في أجهزة الهواتف الذكية.

الدعاء لنصرة إخواننا في سوريا لا يكاد ينقطع منذ بدء النظام الحكومي السوري بارتكاب الجرائم في حق شعبة الاعزل , ومقاطع الفيديو المسجلة للجرائم الوحشية التي ينتهكها النظام السوري ضد شعبه تنتشر بشكل كبير بين عامة الناس,ومن بشاعة المنظر والحال ,توحد الجميع بشتى الوسائل الممكنة لنصرة إخواننا في سوريا .

قبل ايام قليلة ,انتشرت دعوة شعبية على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر " تدعو الى جمع التبرعات المالية لإعانة اخواننا في سوريا ,وهذا التصرف بلا شك انه نابع من حس أخوي ديني عربي اتجاه هذا الشعب المغلوب على أمره ,وهذا شعور إنساني نبيل لا أحد ينكره ,لكن ما حدث,أن هذه الحملة غير مصرح لها نظامياً من قبل الدولة ,وهذا مخالفة صريحة للنظام الصادر بمنع " جمع التبرعات " من غير أخذ الموافقة المسبقة من الجهات المعنية !!

أنا في الحقيقة لا احمل اللؤم عامة الناس مطلقاً في قضية جمع التبرعات,فالكثير من عامة الناس لا يعرف هذا التنظيم الخاص بالتبرعات,و إنما هو حريص كل الحرص على مساعدة اخواننا في سوريا ,لكن اضع اللؤم حقاً على من قام على هذه التبرعات وتنظيمها ,فهم مطلعين وعلى علم تام بالأنظمة القانونية في البلد ,ويعلمون أن تنظيم مثل هذه التبرعات غير مسموح به مطلقاً ,ومن غير المقبول أن تُستغل عاطفة الشعب المتعطش لنصرة إخوانه في سوريا بشكل يجعلهم يصابون بخيبة أمل بعد تصريح القائمين على جمع التبرعات بقرار المنع الحكومي الذي صدر في وقت متأخر ,بعد ما تم تحديد المكان والزمان مسبقاً ,وكأنهم للمرة الاولى يسمعون بهذا القرار !!

الكثير من المواطنين والمواطنات أصابهم غضب بعد أخبارهم بمنع جمع التبرعات بهذه الطريقة ,وهذا الغضب نابع من باب نصرة إخوانهم في سوريا,لكن بالتأكيد أن كثير منهم لم يسترجع ماضي التبرعات العشوائية السابقة,التي كانت تجمع من باب نصرة الجهاد في افغانستان ,او لبناء المساجد ومدارس تحفيظ القران في كشمير وغيرها ,ولكن هي في الحقيقة تمويل إرهابي ,تم جمعه عن طريق إستغلال الدين ونصرة المسلمين,وهم على ثقة تامة أن المجتمع السعودي حريص على الصدقة وعلى فعل الخير في شتى بقاع الارض,لذلك تم إساءة استخدام هذه التبرعات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي