مراحل تطور الاقتصاد السعودي من القرش النحاسي إلى أكبر منتج للنفط
مراحل عدة مر بها الاقتصاد السعودي خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين قبل أن يصبح أحد الاقتصادات العشرين الكبرى على مستوى العالم.
وقد يغيب عن الكثيرين الصعوبات والتحديات التي واجهها الاقتصاد السعودي في مراحله الأولى قبل أن تبدأ الطفرة النفطية وتستثمر الدولة مليارات الريالات في التنمية الشاملة للبلاد وتحسين مداخيل المواطنين وتحقيق الرفاه لهم.
يحكي معرض (غيث) الذي يروي حكاية تطور الاقتصاد السعودي عبر الزمن وكان مصاحباً للمؤتمر العلمي الأول للاقتصاد الذي نظمته كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة المؤسس الملك عبد العزيز أن اقتصاد المملكة خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين كان اقتصادا بدائيا يعتمد على الرعي والزراعة والحرف البدائية وقد اهتمت الدولة في تلك الفترة بتوطين البادية وحفر آبار المياه وتوفير الأسس المبدئية للعيش.
وفي عام 1925م صدرت أول عملة سعودية وهي القرش النحاسي باسم ملك الحجاز ونجد وملحقاتها عوضا عن العملات الأجنبية المستخدمة في مناطق البلاد المختلفة وهي العملات العثمانية والبريطانية والهندية والهاشمية والنمساوية وإيصالات الحج.
ولم يكن هناك نظام بنكي يساهم في تطوير الأنشطة الاقتصادية المختلفة إلى أن أنشئ أول بنك في البلاد وهو بنك الأندوشن الهولندي وذلك في عام 1926م، ثم ما لبث أن شهد عام 1929م أول محاولة لوضع ميزانية عامة للدولة بعشرة ملايين ريال.
وتتواصل مراحل تطور الاقتصاد السعودي، حيث صدرت أول ميزانية رسمية للدولة بما يقارب 901 مليون قرش أميري (الريال يعادل 11 قرشا أميريا) في عام 1930م، ثم تم سك الريال السعودي في عام 1931م.
وفي عام 1932م أعلن الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه - توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية مما أسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
وحصلت شركة سوكال على امتياز التنقيب عن النفط عام 1933م الأمر الذي ترتب عليه تأسيس شركة CALIFORNIA ARABIAN STANDARD OIL COMPANY، وفي العام الذي يليه تم تأسيس الشركة العربية للسيارات كأول شركة سعودية مساهمة.
وشهد عام 1938م بدء الإنتاج من أول بئر بترول في الظهران وفي العام الذي يليه تم تصدير أول شحنة تجارية منه، بينما أنشئت أول مصفاة بترول في رأس تنورة عام 1940م.
وفي عام 1942م تم إعلان أول ميزانية موحدة للمملكة العربية السعودية، وفي عام 1945م كان الاجتماع التاريخي بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي روزفلت الذي أسهم في توطيد الشراكة الاقتصادية بين البلدين. وفي عام 1946م بلغ احتياطي النفط 42 مليار برميل. وفي العام نفسه تم إنشاء أول غرفة تجارية في المملكة في مدينة جدة.
فيما شهد عام 1950م إنشاء أول بنك تجاري محلي (الكعكي وبن محفوظ) والذي أصبح يعرف حاليا بالبنك الأهلي التجاري، وفي العام نفسه تم اكتمال إنشاء خط التابلاين.
وتم اكتشاف حقل السفانية أكبر حقل نفط منتج في المنطقة المغمورة في عام 1951م، وهو العام الذي أنشئت فيه وزارة المالية. في العام الذي يليه 1952م أصدر الريال الورقي فئة عشرة وخمسة ريالات وهو العام نفسه الذي أنشأت فيه مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي).
في عام 1960م أصدرت المملكة وفنزويلا بيانا يدعو الدول المصدرة للبترول إلى انتهاج سياسة موحدة أدت فيما بعد إلى تأسيس منظمة الدول المصدر للبترول (أوبك)، وفي 1964م إنشاء الشركة العربية لحفر الآبار (بترومين).
عام 1973م تملك السعودية ما قيمته 25 في المائة من حصة شركة أرامكو وهو العام الذي أصدر الملك فيصل قرار حظر تصدير البترول وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها النفط كسلاح اقتصادي وذلك تضامنا مع القضية الفلسطينية.
وزادت المملكة من حصتها في شركة أرامكو إلى 60 في المائة وذلك في 1974م، وفي العام نفسه ارتفع متوسط سعر النفط من 1.56 دولار إلى عشرة دولارات للبرميل.
وفي خطوة مهمة خلال مسيرة تطور الاقتصاد السعودي، شهد عام 1975م تأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع للاستفادة من مخرجات النفط، فيما تم إنشاء الشركة السعودية للصناعات الأسياسية (سابك) كأكبر شركة مساهمة مدرجة في سوق الأسهم السعودية في العام الذي يليه 1976م.
واستطاعت الحكومة السعودية تملك شركة أرامكو بالكامل في عام 1980م، وهو العام الذي سجلت فيه الإيرادات النفطية للمملكة ما يقارب 375 مليار ريال، وبعد أربعة أعوام تملكت شركة أرامكو أول أربع ناقلات نفط ضحمة.
وفي عام 1986م تم ربط سعر صرف الريال السعودي أمام الدولار الأمريكي مما أسهم في تحقيق فوائد إيجابية للبيئة الاستثمارية المحلية، بينما شهد عام 1988م تغيير اسم شركة أرامكو إلى أرامكو السعودية.
وخلال المراحل الأخيرة لتطور الاقتصاد السعودي شهد عام 2000م تأسيس الهيئة العامة للاستثمار، فيما تأسست هيئة سوق المال في 2003م، وفي 2005م تأسس المجلس الاقتصادي الأعلى برئاسة خادم الحرمين الشريفين وهو العام الذي انضمت فيه المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية.
وفي 2007م تم تأسيس شركة تداول، بينما انضمت المملكة لمجموعة العشرين في 2008م، وهو العام نفسه الذي بلغ أعلى ناتج إجمالي قومي للمملكة وصل إلى 476 مليار دولار، وفي عام 2011م وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتنفيذ أكبر توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين.