Author

غضب الملك.. من الأبواب المغلقة أمام المواطن

|
في كل مرة يجتمع فيها الملك بالمسؤولين من وزراء أو سفراء وغيرهم يوصيهم ويحثهم على فتح أبواب مكاتبهم للمواطن.. وكان آخرها في الأسبوع الماضي عند تدشين المشروعات الجامعية الكبرى.. عندما قال بالنص: "إنه لا يريد بوابين عند مكاتب المسؤولين"، وتكرار هذا الأمر يعبر عن غضب من الأخبار التي تصل إليه ـــ حفظه الله ـــ حول إغلاق بعض المسؤولين مكاتبهم في وجه المواطن الباحث عن قضاء أمور حياته اليومية.. وعلى المسؤول الذكي المدرك أن يعلم بأن عبارات الملك وإن جاءت على شكل ملاحظات فهي في الحقيقة أمر صريح لا يجوز عدم تنفيذه تحت أي مبرر مثل ضغط العمل أو كثرة الاجتماعات، فساعة في اليوم لاستقبال المواطنين لن تعطل العمل بل إنها أساس العمل الذي يجب القيام به، ولعل من المناسب في هذا المقام أن أذكر قصة قديمة تدل على أن التعامل الحسن مع المواطنين أو عكس ذلك يصل إلى القيادة بسهولة ويسر. حتى قبل توافر وسائل الاتصال الحديثة والسريعة والموثقة بالصوت والصورة "وملخص القصة التي حدثت قبل أكثر من 30 عاما أن وكيلا لإحدى الوزارات الخدمية ذات الصلة بالناس تعوّد على فتح مكتبه يوميا للمواطنين.. وكان يستقبلهم بوجه باسم, ثم يستمع إلى مطالبهم ويلبي ما يستطيع منها، حسب الإمكانات المحدودة في ذلك الوقت"، ويذهب بعض من استقبلهم ومنهم من لم يستجب لجميع طلباتهم إلى مجالس المسؤولين الأعلى فيذكرون بالخير ذلك الوكيل لحسن استقباله للناس.. وتعامله الطيب معهم.. بينما يذكرون مسؤولا في دائرة أخرى بعكس ذلك لأنه وهو القادم من الدراسة في الخارج قد صافحهم جالسا ولم يسمح لهم حتى بالجلوس بعد عناء صعود سلالم الوزارة للوصول إلى مكتبه وسألهم بعبارة يبدو أنها مترجمة حرفيا من الإنجليزية.. ماذا أستطيع أن أفعل لكم؟! وعودة إلى فتح الأبواب للمواطنين أقول إن مسؤولي الجامعات بالذات مطالبون أكثر من غيرهم بفتح أبواب مكاتبهم للطلاب للاستماع إلى طلباتهم وملاحظاتهم وشكواهم.. فالشاب أو الشابة لا يطيقون الوقوف أمام أبواب المكاتب المغلقة وربما يصيبهم ذلك بالإحباط واليأس لعدم وجود مسؤول يستمع إلى ما يريدون قوله. الأمين.. وأخلاق الكبار تلقيت ردا كريما من الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض على تهنئة مني لسموه بجائزة الشرق الأوسط للتميز التاسعة للشخصيات التنفيذية من معهد الشرق الأوسط للتميز، وفي الرد وجدت ما هو أهم من الجائزة ألا وهو فوزه "في نظري" بجائزة أخلاق وتواضع الكبار حيث ذكر ما نصه: "إذا كان هناك من إنجاز تم تحقيقه فقد تم من خلال جهد جماعي يسجل للجميع". ما أروعها من عبارة تنم عن تقديره للعاملين معه إلى درجة أن يجعلهم شركاء له في جائزة قدمت له شخصيا.. وتحية للفريق العامل معه على الإنجاز في مدينة مترامية الأطراف ويزيد عدد سكانها على مجموع سكان دول الخليج المجاورة مجتمعة.
إنشرها