Author

«الجبيل وينبع» قصة نجاح للتأمل

|

مخطئ من يظن أن الجبيل وينبع مجرد مدينتين صناعتين كباقي المدن الصناعية في العالم، والسبب أن وراء فكرة تأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع قصة نجاح وتجربة للإدارة السعودية الحديثة تستحق التأمل، لكن هذه القصة لم تكتب بعد بكامل تفاصيلها على الرغم من مرور 50 عاما على حدوثها بفكر سابق لعصره وإصرار على النجاح لا يمكن أن يهزم، أقول ذلك بمناسبة احتفال الهيئة الملكية للجبيل وينبع بهذه المناسبة الذهبية برعاية وحضور أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف وجمع من رجالات الهيئة السابقين والحاليين.
ولو عدنا بالذاكرة إلى تأسيس الهيئة 1395هـ في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز لوجدنا أن هناك مؤشرا قويا على الاهتمام بهذه التجربة، وذلك من خلال تسميتها بالهيئة الملكية ثم بتولي الأمير فهد بن عبدالعزيز ولي العهد آنذاك رئاسة مجلس إدارتها، وهاتان الخطوتان جعلتا الهيئة تتغلب على كل العقبات والصعوبات، ثم تعاقب على رئاسة الهيئة الملكية للجبيل وينبع عديد من الشخصيات ذوي التأهيل والخبرة، ومنهم الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، والأمير سعود بن ثنيان في الماضي. وحاليا الوزير بندر الخريف رئيسا للمجلس، والمهندس خالد السالم رئيسا تنفيذيا، وبينهم رجال كثير عملوا بإخلاص لإنجاح التجربة، وقد ركزت إدارة الهيئة منذ البداية على الأخذ بأعلى مستويات الأداء، خاصة في مجال حماية البيئة والتشغيل والصيانة والخدمات الصحية والتعليم. وقد نالت الهيئة أكثر من 300 جائزة محلية وإقليمية وعالمية في المجالات التي أشرنا إليها. وما دمنا نتحدث عن التفوق يجدر بنا القول: إن الفخر هو أن ذلك تم بإدارة سعودية، ولقد مرت الهيئة بتجربة يشيد بها كل من عاصر فترة الغزو العراقي للكويت، حيث غادر الخبراء والمستشارين الأجانب الذين كانو يعملون مع الهيئة، فتم إسناد أعمالهم إلى الكفاءات السعودية التي قامت وما زالت تقوم بجميع الأعمال بكفاءة تماثل أو ربما تزيد على كفاءة الخبراء الأجانب. ونتيجة لهذا النجاح الكبير للهيئة استفادت عديد من أمانات المناطق من خبراتها خاصة في مجال إدارة المدن والبيئة والنظافة ومعالجة النفايات وإدارة المشاريع. وحققت التجارب التي طبقتها الهيئة نتائج مميزة في الحفاظ على الصحة العامة للمجتمع، ومنع انتشار الأمراض المعدية والخطيرة، وحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية واستدامتها، وبالتالي تحسين جودة الحياة.
وأخيرا: من خلال التأمل في التجربة المشرقة للإدارة السعودية الحديثة ممثلة في الهيئة الملكية للجبيل وينبع التي أضيف لها مهام الإشراف على مدينة جازان الصناعية ومدينة رأس الخير بعد نجاح التجربة في الجبيل وينبع، يمكن القول: إن في حاضرنا نماذج مماثلة تسجلها الهيئات الملكية حسب تخصصاتها والمشاريع النوعية التي يطلقها بين الحين والآخر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي جعل المبادرات المميزة تتشكل في رؤية تحقق جودة الحياة للمواطن والرقي عالميا لوطن يستحق هذه المكانة المميزة.

إنشرها