أشباه الهلال !
ارتبط احترام الخصم بتصريحات إدارة الهلال برئاسة الامير عبدالرحمن بن مساعد منذ تسلّمه دفة الرئاسة لزعيم الكرة الآسيوية، وأصبحت مقولة 50 في المائة لكل فريق هي النسبة الثابتة لاحتمالية الفوز أمام (أي) فريق. أصبحت الفرق المحلية والخليجية تقابل الهلال وكأنه أي فريق آخر يمكن هزيمته معنوياً ثم الإجهاز عليه فنيا.
لا ينكر عاقل الجهود والأموال الطائلة اللتين بذلتهما الإدارة خلال المواسم الماضية لدعم الفريق (بالأجانب) وتحسين البنية التحتية للنادي، ولكن المال وحده لا يكفي لتكوين هوية فريق بطل يطرب المدرجات ولا يخرج جمهوره من الملعب في المباريات الحاسمة وهو يتأسف لحال فريقه.
كان الهلال في ظل إدارات سابقة وبأموال أقل يجلب لاعبين محليين يصنعون الفارق مثل الدعيع والشريدة والقحطاني، وأصبح يجلب بأموال أكثر لاعبين عديمي الفائدة مثل المحياني والغنام والجيزاني والكعبي والحارثي.
إدارة الهلال الحالية تذكرني بالأب الذي يهمل تربية أبنائه صغارا ثم يضربهم كبارا في العلن من أجل تقويمهم، وفوق كل هذا لا يستطيع حمايتهم من الغير. دللتهم الإدارة في البداية ثم تبنت فكرة تحديد سقف العقود، ما أدى إلى إحداث فجوة بين اللاعبين والإدارة حتى لو لم تظهر على السطح إلا أنها واضحة من خلال رغبة عدد من النجوم في ترك الفريق والبحث عن أندية أخرى. الهلال الذي يحلم اللاعبون بارتداء قميصه أصبح بيئة غير صالحة للإبداع ، من السهل النيل من لاعبيه ومدربيه وجماهيره في الوقت الذي تقف فيه الإدارة متفرجة. طرد كوزمين ورادوي، وأهين القحطاني ياسر طوال سنوات، واكتفت الإدارة بخطابات الاعتراض في مجتمع رياضي غير مثالي.
الهلال ليس الهلال حتى وإن فاز أو حقق بطولات، لاعبوه أشباه نجوم وإدارته تركت الحبل على الغارب في البداية، ثم حاولت وما زالت تحاول الحزم في تطبيق قرارات داخلية، لم يعد يعرف الهلاليون من يدير النادي ومن يتخذ القرارات، هل هو الرئيس، أم نائبه، أم سامي، أم المدرب.
الفوز هذا المساء على النصر وارد بشكل كبير لسوء حالة المنافس الذي هزمه نجران في الجولة الأخيرة، وهذا يعني أن هذا الفوز (إن حصل) فلن يتعدى كونه إبرة مخدرة في جسد الزعيم وجماهيره ما تلبث أن يبطل مفعولها خروج مر من البطولة القارية الأهم.