البناء النفسي ودوره في إبراز النجوم
في مدارس كرة القدم العالمية يتم التركيز على البناء التربوي النفسي السيكولوجي للبراعم قبل الدخول في عالم كرة القدم والاحتراف الحقيقي، ولا يستطيع الناشئ الوصول للاحترافية والنجاح في المدرسة ما لم ينجح في فهم كرة القدم، وكيف يتعامل مع الظروف والعقبات التي قد تقف في طريق اللاعب، الذي سيصبح نجماً يحتاج إلى امتلاك عوامل وعناصر مهمة تؤهله لأن يكون النجم المرتقب من هذه العوامل، الذكاء، السرعة، مستوى ثابت وغير متقلب، قدرة على التحمل أو الصبر أو المواظبة أو الاستمرارية، الرغبة في النجاح، والرغبة في الفوز أكبر من طموح اللاعب الداخلي أو الشخصي لحبه لكرة القدم والاستمتاع بما يقدمه وكرهه للخسارة وعدم تقبلها نفسياً لها.. هذه الجوانب مهمة للغاية في صنع نجوم الكرة السعودية في المستقبل.
كل هذه الأساسيات يتم التركيز عليها في المراحل السنية، ولذلك فإن اللاعب الأوروبي هو أطول عمرا في الملاعب وأكثر حفاظا على نفسه، ويأتي اللاعب اللاتيني بعده بمراحل على الرغم من موهبته الكبيرة، إلا أنه ونظرا لاكتشافه في الشارع، فإنه ما يلبث أن يعود إليه أو ينخفض مستواه الفني فجأة بسبب الغنى الفاحش والمخدرات بالإضافة إلى فقدانه بصيرته مع وميض الفلاشات.
وزير الإعلام النازي "غوبلز" كان أول من استنتج أن الكذبة لو كررت فإنها بالنهاية تصبح حقيقة واقعة.. في مقولته الشهيرة اكذب اكذب اكذب حتى تصبح الكذبة حقيقة، وهذا الشيء يمكن تطبيقه على لاعبي كرة القدم من خلال إعدادهم نفسياً وتهيئتهم من خلال التركيز على الجوانب النفسية وتعزيز الثقة لدى كل لاعب حتى تصل به وبالفريق ككل إلى إمكانية تحقيق الفوز والانتصار.. العملية بالتأكيد لا تقتصر على الجانب النفسي فقط، ولكن الاهتمام بالعامل النفسي هو أحد العوامل المهمة في تحقيق الفوز، إضافة إلى إعداد الفريق فنياً لكن لا يمكن التخلي على أي من العاملين البناء النفسي أو الفني للاعبين، لأنهما مرتبطان معاً والإنجازات الحقيقية لا تأتي إلا بعد اكتمال عملية بناء الجانبين لأي فريق. الفريق الذي تنقصه الرغبة والقيادة والتركيز لا يمكن أن يحقق الفوز حتى لو أعد تحت قيادة أفضل المدربين.. مثالي على ذلك لو فقد أي لاعب الثقة بنفسه فمن الصعب جداً أن يؤدي فريقه مباراة كبيرة لذلك يجب أن يدخل أي منتخب سعودي المباراة ولاعبوه مهيئون نفسياً بشكل كامل.
أتمنى أن يعارضني اتحاد كرة القدم على وجود "الجانب السيكولوجي" في برامج إعداد المنتخبات السعودية، ويخرج ليقول إنه اتبع أحد البرامج السيكولوجية المتقدمة (عالمياً) ونفذه على أحد المنتخبات في تجربة معينة.. أو يقول لي وللجمهور ماذا يفعله في عملية البناء للاعب على الصعيد السيكولوجي في زمن الشفافية وزمن الحرية وعصر المعلومات.