هل من لغة موحدة للرموز في العمران؟
من المفارقات أننا نتحدث اللغة العربية من الخليج إلى المحيط، ولكننا في مجال عمراننا والنظم التي يحويها نجد أن هناك أكثر من لغة تستخدم للدلالة عنها وعما تشير إليه في العمران، فنجد أننا في عالم آخر من لغات شتى لا يجمع بينها رابط ولا تتوحد في مكان، وكان من المفترض أن تتوحد توفيرا للجهد والمال.
وعلى سبيل المثال في نظم المصاعد يعرف الدور الأرضي بما يلي: ( أ)، (1)، (ج)، (0)، (*)، (G) للدلالة على الدور الأرضي وهي لغة تختلف من مبنى لمبنى ومن مكان إلى مكان، ومثل ذلك القبو (ق)، (ب)، ( -1 ) (B).. مما يجعل المرء يحار في اختيار الرمز الذي يشير إليه حتى يخرج من هذه البناية.
ويزداد الأمر سوءا إذا كان المصعد لمرفق عام كالمستشفيات والدوائر الحكومية وغيرها، ولذا فإن الأفراد حال استخدامهم له يعيشون حالة من التجارب الخاطئة عند زيارتهم المرفق لأول مرة، فهو لا يعرف أي رمز يضغط فيستجيب له هذا المصعد، وما يمثله أي حرف أو ورمز وهل (1) هو الدور الأول أم الأرضي، فعلى سبيل المثال مصعد مبنى إدارة جامعة الملك سعود في مدينة الرياض وضع الدور الأرضي (1)، ولذلك إذا رغبت في النزول إلى الدور الأرضي لا يخطر ببالك أن الرمز (1) في المصعد هو الدور الأرضي، أما إذا كنت وحدك وقمت بالضغط على رقم (0) فإن ذلك يجعلك تنزل في القبو لا في البهو!!
أما نظم الكهرباء فهي لا تختلف عن سابقتها إذ إن واقع الحال هو أنه في كل مدينة لغة، بل لا أبالغ إذا قلت إن في كل منزل لغة لا يعرفها سوى صاحب المنزل!
والطريف في هذا الأمر أننا في المنطقة الوسطى نستخدم مآخذ الكود الإنجليزية للكهرباء 110 وهي في بريطانيا تستخدم للكهرباء 220! وإن كان اليوم بدأ تطبيق الجهد الموحد للكهرباء 220 وتوحيد المآخذ فإنه لا يزال السوق يحوي كل الأصناف، ولك أن تتعجب أن شركات أجهزة المحمول وغيرها نظرا لعدم معرفة ماذا سيكون لدى العميل من مآخذ فإنها تضع جميع الأشكال من التوصيلات ليستخدم ما يناسبه ويرمي الأخرى، وإذ كان الحال كذلك كان من المناسب أن يضعوا لنا معها الأفياش التي تستخدم للسفر والتي تحوي كل أنواع المآخذ للدول.
أما الدلالة على الفتح والغلق في مفاتيح الإضاءة فهو شأن آخر، إذ تصطف المفاتيح بشكل أفقي في كثير من الغرف وتحتاج إلى كتيب تشغيل حتى تعرف هل الفتح للأعلى أم للأسفل وفي كل مرة تبدأ بتجربة عشوائية لتتعرف على ذلك بشكل صحيح وتعرف لغتها.
أما في المجال الصحي فهو كسابقيه أيضا، حيث تجد من المغالطات ما يحرق يديك عندما يكون الماء الحار قد وضع في الاتجاه الأيمن لخلط الماء بدلا من الاتجاه الأيسر!
إن غياب المواصفات وتطبيق كود البناء والإشراف الهندسي الصحيح على تلك الأعمال والنظم هو ما يحدث ذلك الخلل في لغات ورموز الأنظمة، الذي بدوره يحدث هدرا كبيرا للاقتصاد الوطني حيث تجلب وتعرض كل الأنظمة في العالم في السوق المحلية بدلا من الاقتصار على لغة واحدة، وأيضا هو هدر مضاعف في الوقت لتعلم تلك اللغات بدلا من توحيدها في لغة واحدة.