ثقافة الهزيمة
نسمع دائماً بمقولة (ثقافة الفوز) فالفريق الذي اعتاد الفوز وصعود منصات التتويج يطلق الكثيرون عليه ألقاب وصفات الفريق البطل الذي يملك تلك الثقافة واعتاد عليها، ويصبح ارتباطه بالانتصارات شيئاً عادياً ومسلما به في جميع مشاركاته. الجانب السلبي من هذه الثقافة هو أن ذلك الفريق ومع أول خسارة أو مروره بظروف غير طبيعية وخارجة عن الإرادة (أحيانا)، يكون أكثر تعرضا للنقد والجلد من الإعلام والجماهير.
الخسارة في كرة القدم والرياضة بشكل عام هي جزء من حلاوتها وإثارتها ولا يعرفها سوى نسبة قليلة من الشارع الرياضي.
من يتابع فريق برشلونة أو (البلوقرانا) خلال الأعوام الماضية لا يتخيل أن يصبح الفارق بينه وبين المتصدر ريال مدريد أكثر من عشر نقاط هذا الموسم ، ولكن مروره بظروف إصابات وغيابات، إضافة إلى عوامل أخرى (ثانوية) كأخطاء التحكيم جعله يخسر النقاط واحدة تلو الأخرى حتى أصبح أمر محافظته على لقب الدوري صعبا جداً، بل أشبه بالمستحيل.
لن يستطيع أي فريق في العالم مهما كانت قوته أن يحافظ على مستواه الفني في جميع المشاركات وأن يفوز بجميع المباريات لأن اللاعبين بشر وليسوا آلات، يفكرون، يتعرضون للإصابات، يستجيبون للضغوط الجماهيرية والإعلامية.
أمام منتخبنا الوطني مباراة مصيرية الأربعاء القادم لتحديد مساره نحو التأهل لتصفيات مونديال 2014 النهائية، وتؤكد الاستطلاعات والتكهنات أن المباراة ستكون صعبة جداً بعد أن فرط لاعبو الأخضر في حسم التأهل في مبارياته السابقة التي كان آخرها أمام المنتخب العماني على ملعب الملك فهد، ولكن ماذا لو فقد المنتخب الوطني فرصة التأهل للمرحلة النهائية؟ ماذا ستكون ردة الفعل؟ وكيف سيتعاطى الشارع الرياضي والإعلام مع هذا الحدث؟
لا أريد أن يفهم القارئ أنني أقارن المنتخب السعودي بفريق الأحلام (برشلونة)، ولكن التاريخ يقول إن المنتخب السعودي لم يكن يجد صعوبة في تخطي منتخبات كعمان وتايلاند في سنوات مضت. وخروجه أمام أستراليا هو أمر وارد ولا يجب أن يصبح كارثة كتلك التي حلت بعروس البحر الأحمر.
المنتخب يعتمد على نتاج الأندية، ولاعبوه هم عصارة ما تقدمه الأندية، وهم اللاعبون أنفسهم الذين يدافع عنهم إعلاميو الميول عندما يتعلق الأمر بأنديتهم المفضلة. وندرة النجوم هي مسؤولية الأندية بالدرجة الأولى التي تجامل لاعبي الملايين من محليين وأجانب على حساب اللاعبين الصاعدين، والسؤال العريض هو: كم من لاعبي منتخب الشباب المشارك في كأس العالم في كولومبيا؟ أين الحافظ والفهمي والنصار والمولد وزملاؤهم؟
بالتوفيق للأخضر، فإن فاز فلا تجب المبالغة في الأفراح وإن خرج فليست نهاية العالم!