الأخضر وسفهاء المرحلة
لكل مرحلة من مراحل الحياة سفهاؤها، وسفهاء مرحلتنا الحالية يختلفون عن سابقيهم بصفات ملمعة وفرص ومجالات ومسارح ومانشيتات يدسون من خلالها سفههم، فلا تستغرب إن هم وضعوا أنفسهم موضع القضاة، وينزلون بها منزلة المهرجين، وينبغي ألا تفاجأ بالسفيه، في مرحلتنا الحرجة، أن يخرج عن أدب المخاطبة والاختلاف، وعن ثقافة الجدل والنقاش، ويتجه إلى الغمز واللمز طريقا قصيرا إلى الشهرة، وإلى إطلاق الاتهامات والظنون سبيلا في المزاحمة، وقد تطيش نوازعه إلى إحراج أصحابه، وإلى خيبة المراهنين عليه، فالسفيه أول من يرتكب الزلات، وآخر من يقدر النتائج. وسفهاء المرحلة يختارون عناوين سفههم من خشاش الأحداث، لا من حقائقها، ولا يهمهم أن يكون كلامهم هذرا ينأى عن موجبات الانضباط والتزام الحكمة، فهم أبعد ما يكونون عن سلامة النيّة، وعن نظافة الهدف، وعن احتساب النتائج، وتحسّب الردود، ولا يبالون بأن يكون هذرهم فضيحة لهم بعد ذاك، وأن تكون معاركهم مردودةً عليهم في نهاية المطاف، وهم، في كل الأحوال يكسبون إطراء من هم على شاكلتهم.
فمنذ اختار الهولندي فرانك ريكارد قائمة الأخضر للمباراة المصيرية والحاسمة أمام المنتخب الأسترالي ظهر جيش من هؤلاء المهرجين يشككون في الأسماء التي اختارها المدرب بناء على رؤية فنية ومتابعة دقيقة للمسابقات المحلية ومشاركات سابقة لمنتخب الوطن، فبدلا من دعم النجوم الشابة معنويا في مهمتهم القادمة اختار هؤلاء الوقوف موقف المشجع المتعصب لناديه وللاعبه المفضل، يطالبون بضم ذلك اللاعب وإبعاد آخر من ناد منافس بل وصل ببعضهم السفه إلى سب لاعبين في المنتخب بألفاظ عنصرية مقيتة.
عندما يلعب منتخب أوروبي أو حتى عربي كالمنتخب المصري على سبيل المثال في أي بطولة قارية أو دولية يقف الجميع وراءه من جماهير أو إعلام مقروء ومرئي، يصفق الجميع لمن يرتدي قميص منتخب الوطن الذي يمثلهم، تنصهر ألوان الأندية لتصبح لونا واحدا وهو لون قميص المنتخب، ولو دققنا في كلمة (منتخب) في المعجم العربي لوجدنا أنها تعني فريقا واحدا يضم أفضل الرياضيين الذين يمثلون بلدا ما، فلماذا لا يدعمهم الجميع وهم من يمثلون كل سعودي؟!
نقطة توقف
- هناك فرق بين حرية الرأي وتحرره، فالأولى مطلوبة والأخرى ممقوتة كونها تعني التنصل من القيود والواجبات تجاه المجتمع ووضعها في قالب الأهواء والمصالح الشخصية.
- أتمنى من السيد ريكارد أن يكمل عقد شجاعته بإشراك اللاعبين الجدد والصغار سناً خصوصا إذا ما شارك المنتخب الأسترالي باللاعبين المحليين، حيث إن تأهل المنتخب بهؤلاء يعطيهم الثقة ويغرس فيهم ثقافة الانتصار في الوقت المناسب ليصبحوا نواة لمنتخب ٢٠١٤ - بإذن الله.
- ما زلت أصر على أن عودة فيلهامسون للفريق الأزرق هي غلطة سيندم الهلاليون عليها، اللاعب لن يأتي بجديد ويخاف اللعب أمام الفرق التي تلعب بقوة كالاتحاد والأندية الإيرانية، سالم الدوسري أفضل منه بكثير وقد تخسره الكرة السعودية لعيون السويدي المفلس.
- عندما أقرأ وأشاهد الطرح الإعلامي المتعصب خصوصا ذلك الذي يدور حول المنتخب أقول: أعانك الله يا أمير الشباب على مثل هؤلاء، وأتذكر المثل الشعبي الذي يقول: يجيك من قومك من يهدم عزك!