السعودية .. تحتل مراكز الصدارة في الطلاق!
بلا فخر .. تحتل السعودية المرتبة الأولى خليجيا وعربيا في نسبة الطلاق..! هذه النتيجة التي كشفت عنها وزارة العدل.. ألا تحرك مراكز الأبحاث الاجتماعية والجامعات ساكنا؟! ألا تثير غضب واستياء وسائل الإعلام..! وأين علماء الاجتماع والمثقفون والدعاة..! وكيف وصل بنا الحال لدرجة أن تتصدر المملكة دول الخليج العربية في خراب البيوت وتشريد الأبناء! وهل سنقف مكتوفي الأيدي أمام مجموع حالات الطلاق الواردة إلى محاكم المملكة العام الماضي والتي بلغت 9233 حالة مقابل 707 حالات زواج في الفترة نفسها، أي بمعدل 25 حالة طلاق مقابل كل زواج يوميا.. مكة المكرمة في الصدارة، تليها المنطقة الشرقية، ثم المدينة المنورة، وفي المرتبة الرابعة جاءت القصيم ثم تبوك، فحائل، فعسير، ونجران، وأخيرا جازان.
ويؤكد المختصون أن تفاوت نسب حالات الطلاق بين هذه المدن عائد إلى التنوع والكثافة السكانية التي تشهدها كل منطقة.. فضلا عن نسبة الانفتاح الذي تعيشه كل منطقة وتتميز به عن غيرها، علما بأن رغد العيش وتوافر النعمة سببان من أسباب الطلاق، في حين أن صعوبة العيش وتقدير الأوضاع الاجتماعية يقلل منه، وأيضا خروج الزوج المستمر إلى الاستراحات والسفريات التي لم يكن يعرفها الأزواج قديما من أسباب كثرة حالات الطلاق، إضافة إلى الفرص الوظيفية التي باتت المرأة تستغني بها عن الرجل.
وبرأيي أن فهم لعبة الزواج يجنب الطلاق.. وذلك إذا فطن الزوجان إلى القواعد الأساسية للعبة الحب والزواج.. ومعرفة حقيقة أن الزواج الناجح لا ينشأ نتيجة تناغم وانسجام كامل بينهما.. وإنما ينجح ويستمر في ظل وجود اختلافات وتناقضات بينهما.. وقبول فكرة أنه لا يوجد حل قطعي لكل المشاكل الزوجية.. هناك مشاكل تستمر بلا حل ولكن الحياة تستمر رغم الاختلاف وذلك بسبب عدم رغبة أي طرف منهم في تغيير شريك الحياة أو الانفصال وإنما احترام كل طرف للآخر وتقبله رغم الاختلاف.. وتجنب المعارك الانتقامية واللجوء إلى الصفح وممارسة فضيلة النسيان وعدم توجيه اللوم للآخر أمام الخطأ المرتكب وتذكيره به كل حين.
وأخيرا الزواج السعيد يكمن في تحمل كل فرد للآخر.. هناك وصفة للزواج السعيد في عبارة قالتها امرأة وزوجة سعيدة (عندما زاد وزني قال لي زوجي إنه يحب النساء البدينات، وعندما نقص وزني قال إنه يحب النحيفات.. ولكني فهمت في النهاية أنه يحبني أنا!