من أنتم؟

سألني أحدهم من أنتم حتى تذهبون إلى تقييم ونقد أشخاص كانوا متواجدين حتى قبل أن ''تكونوا في هذه الحياة''؟ فقلت له ومن أنت حتى تصادر الآخرين حرية أقوالهم وتطلب منهم أن يذهبوا بآرائهم كما أنت تريد وكما هم يبحثون عنه؟ ومن أنت حتى تقييم من يتكلم أو من ينقد أو من يجب عليه أن يكون داخل المحيط الإعلامي ومن يكون خارجه؟
تخيلوا نحن نعيش في طفرة تحول وتغير العالم ككل إلى خيال أكثر هدوءا وواقعية و''حوار'' راق من أجل الوصول إلى إيجاد كل الحلول والقيام بما يجب على الإعلام القيام به والتحول إلى سياسة ''هذا خطأ وهذا صح'' وهناك من يطالب بأن ترسل صورة من ''شهادة ميلادك'' حتى يطابق ما بين عمرك الزمني وسنوات عمر ''المنتقد'' فلقد سمح لنفسه أن يكون المدافع فقط عنهم كلهم حتى وإن كانوا كلهم ''أخطاء'' لحاجة في نفس يعقوب!.
ما حصل أخيرا في ''الديوانية'' قد تكون هي الرد البليغ لكل من يطالب بأن يكون من شروط ''النقد'' أن تتدرج صحفيا وأن تقضي من عمرك ''عتيا'' داخل جنبات الإعلام ومن بعدها يحق أن تطلق للسانك ''العنان'' أما غير ذلك فليس مسموحا لك أن تقول للمخطئ ''أخطأت'' وكأنها تحولت إلى ''أملاك شخصية'' لا يسمحون لغيرهم بالدخول لها أو حتى محاولة مناقشتهم بها بالأخير يكون الرد المعروف و لوحيد منهم ''من أنتم''؟.
أقول إن ما حصل لم يشفع لسنواتهم الطويلة وتجاربهم المكثفة أن يجبر الآخرين على تقبل أو حتى احترام ما يقولون بل على العكس جعل هذا الجيل الحالي يطالب بأن يعاقبوا على كل ''مسلسلاتهم'' التي تكون من أهم بنود ''السيناريو'' لها جلب المشاهدين بكل الطرق حتى إن كانت بطريقة ''كشف المستور'' وفضح ما تستطيع قوله على الهواء فهم يعتقدون أن عدد زوارهم في ''اليوتيوب'' مقياس نجاح وتناسوا أنها سوف تبقى على مدى التاريخ تحفظ لهم تهكم الآخرين على فكرهم وتكون شاهد عصر على كيفية طرحهم لمشاكلنا وطريقة نقاشهم لها ومحاولتهم إيجاد الحلول لها ولكن ''على طريقتهم'' الزاخرة بانتقاص الآخر.
لا أعلم هل نحن نريد أن نكون ''من الأفضل'' بطرح كل شيء بشفافية أو أن نبقى كما نحن؟ أتساءل.. لأن هناك من ''يحبط'' وهم للأسف كثر ويتعاملون ويتناقشون معك على طريقة ''وأنت وش دخلك!''.

خاتمة
الشعبية هي أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك كما يحبونك عندما تتسلمه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي