النقود السوداء .. لون جديد للنقود!

عرفنا ألوان النقود في مختلف بلاد العالم .. النقود الزرقاء والحمراء والصفراء والرمادية أو المزيج من هذا كله .. بل سمعنا وقرأنا عن غسيل النقود أو الأموال، وهي الأموال الناتجة عن الاتجار بالمخدرات أو الأسلحة .. أو غير ذلك .. وغسلها بعد ذلك بإدخالها في مشروعات رسمية أو مشروعة لتكتسب سمعة وحصانة الأموال النظيفة.
وأخيرا أضيف لون جديد للنقود وهو اللون الأسود، وهو صفة رمزية والمقصود بها النقود المستخدمة في إغراء أسر السجناء من نساء وأطفال لتجنيدهم للعمل في أعمال غير مشروعة مثل الدعارة، وترويج المخدرات ... إلى آخره.
فقد رصدت السلطات في السعودية جهات مشبوهة سمتها "أصحاب الأموال السوداء" تعمل على تلقف أسر المسجونين لتشغيلهم في شبكات الدعارة أو المخدرات أو أي نشاط غير مشروع .. وهو عمل إجرامي شديد الخطورة ينبئ بتنامي جرائم المخدرات والدعارة وانتشارها على نطاق واسع.
وقد نوقشت هذه الظاهرة المخيفة في اجتماع ضم مجموعة من مسؤولات بعض الجهات الخيرية وسيدات الأعمال إلى جانب منسوبات من أسر السجناء وقد روين تجاربهن المؤلمة مع عصابات النقود السوداء.
وانبرت خلود الراشد مسؤولة القسم النسائي في إدارة السجون فرع الخبر.. انبرت بشرح الظاهرة وخطورتها، مطالبة مَن دعتهم لمناقشة الظاهرة بالتصدي لها قائلة إن هناك رؤوس أموال سوداء تستثمر في دفع النساء والأطفال ممَّن فقدن عائلهم بدخول السجن إلى الاتجار بالمخدرات وامتهان الدعارة، وإنه من الأفضل استثمار الأموال في داخل السجون بتشغيل المساجين، أو خارج السجون بتشغيل مَن فقدن العائل بدخول السجن.
من جهتها، طالبت شريفة الشملان مشرفة الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية وهي التي أدارت اللقاء، طالبت بتكوين مبادرات أهلية تهتم بذوي السجناء مثل لجنة "تراحم" لرعاية السجناء في منطقة الرياض التي يجب أن تعمم تجربتها في مختلف مناطق السعودية.
من ناحيتها، تناولت منى الطعيمي مديرة القسم النسائي لبرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب تجربة البرنامج في تقديم الدورات لأسر السجناء.
وتناول الاجتماع مختلف محاور المشكلة التي خلصت في النهاية إلى أنه من الواجب أن يكون هناك اهتمام رسمي وأهلي لمواجهة هذه الظاهرة المخيفة وببساطة أجد هذا الاهتمام من أهم منافذ عمل الخير لمن يحبون عمل الخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي