كرسي الحكم .. غير كرسي المعارضة!

والكرسي هنا ليس مهما أن يكون ذهبا أو خشبا.. إنه فقط رمز للوظيفة وقيمة شاغلها.. ومدى سلطته ونفوذه.. وهذا الكرسي هدف لكل سياسي.. ولكل حزب.. ولكل من يعمل بالسياسة.. وقد قال قادة التيار الإسلامي إنهم لا يسعون إلى مقاعد الحكم.. ولكنهم في الانتخابات التي جرت في تونس والمغرب ومصر قفزوا إلى الكراسي وتربعوا عليها!
وكرسي الحكم ممتع، بدليل أن الذين يجلسون عليه يتمسكون به حتى النفس الأخير، ومن أجله يقتلون بلا رحمة!
ولكن كرسي الحكم هذا فيه مسامير ودبابيس وسيوف.. والمطلوب من شاغله أن يكون قادرا على مواجهة مشاكل مخيفة.. وقادة التيار الإسلامي الذين رفعوا شعار الإسلام هو الحل وكسبوا به أصوات الناخبين يجب أن يتحول إلى برنامج، فالشعارات لا تملأ الجيوب ولا البطون.. مطلوب من السادة الحكام الجدد أن يثبتوا أنهم على قدر تطلعات شعوبهم التي انتخبتهم، بهدف توفير فرص العمل والسكن والعلاج والتعليم وكل الخدمات الأساسية مع توفير الحرية والعدالة والكرامة.. إلخ، وإذا فشلت هذه الأحزاب في تحقيق أهداف ومطالب شعوبها.. فإن هذه الشعوب قادرة على تغيير النظام أو الحزب الذي لا يحقق الرغبات والحاجات للشعوب المتعطشة إلى الحياة الواعدة والكريمة بعد سنوات من حكم العسكر، الذي مارس ضد هذه الشعوب كل أنواع القهر والطغيان والإهانة والظلم، والسرقة و.. و.. و... إلخ.
والآن الأمل كله ألا يقع القياديون الجدد تحت إغراءات السلطة، وألا ينزلقوا في دروب الفساد وظلم العباد، وألا تخطفهم السلطة وتبعدهم عمن اختاروهم ووضعوهم على كراسي الحكم، وعليهم أن ينفتحوا على غيرهم، هذا هو الضمان الحقيقي حتى لا يتكرر ما حصل للتجربة الإسلامية للحكم في السودان والصومال وأفغانستان و"طالبان".. بمعنى الانفتاح على الحضارات والثقافات وأن تكون المرجعية لهذه الحكومات مدنية.. بمعنى احترام المبادئ العامة للديمقراطية، والتي من أهمها المشاركة في صنع القرار فعليا وليس بصورة شكلية.. هذا هو ما سوف يفرز المسار الديمقراطي الصحيح والواعد وهذا التوجه هو الذي سوف يقود إلى النجاح والتقدم وحتى لا يترحم الناس على العهد السابق وإن كانوا يحلمون.. فالتاريخ يتقدم ولا يعود أدراجه أبدا.. والحكام يتساقطون والشعوب باقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي