بحضور الملك.. السعودية والصين تؤسِّسان لعلاقة تاريخية بـ 5 اتفاقيات
أسّست السعودية والصين، أمس، لعلاقة تاريخية بينهما بالتوقيع على خمس اتفاقيات متعدّدة شملت برامج للطاقة السلمية، الصناعة، الثقافة، السياسة، والبحوث المكتبية، بحضور خادم الحرمين الشريفين، ورئيس الوزراء الصيني.
وجرى التوقيع على الاتفاقيات الخمس من قبل الوزراء والمسؤولين من الجانبين، في قصر الملك عبد الله في الرياض.
كما تبادل الجانبان أوراق الاتفاقية الموقعة بين شركة أرامكو السعودية وشركة ساينوبيك الصينية.
وحضر مراسم التوقيع الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، وعدد من الأمراء، والوزراء، والمسؤولين السعوديين والصينيين.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
وقَّعت السعودية والصين أمس على اتفاقيات وبرامج التعاون بين البلدين، من بينها مذكرة تفاهم بين ''سابك'' السعودية، و''ساينوبيك'' الصينية، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وون جياباو رئيس مجلس الوزراء الصيني، في قصر خادم الحرمين الشريفين في الرياض.
وجرى التوقيع على مشروع برنامج تعاون بين معهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية في المملكة وجامعة الخارجية الصينية.
وقد وقّع على مشروع البرنامج عن الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وعن الجانب الصيني وزير الخارجية يانج جيتشي.
#2#
كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة ساينوبيك الصينية لإنشاء مصنع لإنتاج البولي كاربونايت في تيانجين.
وقد وقّع على المذكرة عن الجانب السعودي الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة ''سابك''، وعن الجانب الصيني ساينوبيك فوتشينج يو، رئيس مجلس إدارة.
وجرى التوقيع على البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي بين حكومتي الصين والمملكة للأعوام من 2012 إلى 2017.
وقد وقّع على البرنامج عن الجانب السعودي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الثقافة والإعلام بالنيابة، وعن الجانب الصيني وزير الخارجية يانج جيتشي.
كما تم التوقيع على اتفاقية تعاون للاستخدام السلمي للطاقة النووية بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وقد وقّع على الاتفاقية من الجانب السعودي الدكتور هاشم بن عبد الله يماني، رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وعن الجانب الصيني تشانج بينج، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح.
وجرى التوقيع بين الجانبين على برنامج عمل بين مكتبة الملك عبد العزيز العامة وجامعة بكين، ووقعها عن الجانب السعودي فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وعن الجانب الصيني لي يانسون، رئيس جامعة بكين. و وخلال مراسم التوقيع تبادل الموقعون على الاتفاقيات وبرامج التعاون النسخ الموقعة.
كما تبادل الجانبان أوراق الاتفاقية الموقعة بين شركة أرامكو السعودية وشركة ساينوبيك الصينية وتسلم الأوراق عن الجانب السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، وعن الجانب الصيني رئيس مجلس إدارة شركة ساينوبيك فوتشينج يو.
حضر مراسم التوقيع الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية والمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة سابك، ويحيى الزيد سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين الشعبية.
وترتكز الاتفاقية الموقعة بين الشركة السعودية للصناعات الأساسية ''سابك'' وشركة ''ساينوبيك'' على تنفيذ بروتوكول تعاون لاستكشاف فرص استثمارية جديدة وتأكيد التزامهما الاتفاقات السابقة الموقعة بينهما بما في ذلك التعاون في مجال إنتاج البولي كاربونيت في الصين.
جاء ذلك برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبحضور وون جياباو رئيس مجلس الوزراء الصيني، ومثل الجانبين خلال توقيع الاتفاقية الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة سابك وفو تشنج يو، رئيس مجلس إدارة مجموعة ''ساينوبيك''، رئيس مجلس إدارة ''ساينوبيك'' الرئيس التنفيذي للشركة، بحضور المهندس محمد الماضي، نائب رئيس مجلس إدارة ''سابك'' الرئيس التنفيذي.
يُشار إلى أن هذا البروتوكول، الذي كانت قد أقرته اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في جمهورية الصين، يضع الأُسس لاستثمار مشترك بين ''سابك'' و''ساينوبيك'' لتشييد مصنع جديد لإنتاج البولي كاربونيت في مجمع (ساينوبيك/ سابك تيانجين للبتروكيماويات) في مدينة تيانجين في الصين وتبلغ طاقته الإنتاجية 260 ألف طن متري سنويا.
وأشار الأمير سعود بن ثنيان، عقب توقيع بروتوكول التعاون، إلى العلاقات المتبادلة بين المملكة والصين ومساعي القيادتين لتطوير آفاقها على المستويات كافة، وخاصة ما يتعلق منها بالشأنين الاقتصادي والصناعي، مؤكدا أهمية التكامل بين المملكة والصين، خاصة أن الشركات العاملة في المجالات البتروكيماوية والقطاع الهندسي والتشييد تسعى لاغتنام الفرص الاستثمارية في كلا البلدين.
وقال: إن تطلعات ''سابك'' و''ساينوبيك'' تتجه نحو بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد، تسهم في إثراء اقتصاديات المملكة والصين في مجالات البحث العلمي والابتكار التقني، والمجالات الهندسية وتنفيذ المشاريع وتسويق المنتجات، وأكد رئيس مجلس إدارة شركة سابك حرص ''سابك''، مواصلة استثماراها في السوق الصينية بشكل عام، وإن ما يميز هذا الاستثمار هو استخدام تقنية إنتاج البولي كاربونيت المملوكة لـ''سابك''؛ وهي من أفضل التقنيات المستخدمة في هذا المجال، وعبر هذه التقنية تنتج ''سابك'' ''البولي كاربونيت'' عالي التقنية صديق البيئة، الذي تقوم عليه صناعات تحويلية ونهائية عديدة، حيث يعتبر ''البولي كاربونيت'' مادة ضرورية تستخدم في تشكيلة واسعة من المنتجات الاستهلاكية والصناعية والمنتجات التجارية من قطع السيارات، والأدوات المنزلية، والإمدادات الطبية، وسيلبي إنتاج البولي كاربونيت الطلب المتزايد على البولي كاربونيت في الصين.
وأوضح رئيس مجلس إدارة ''سابك''، أنه ''بإنجاز هذا المشروع مع الشريك الصيني وبحجم الإنتاج المتوقع ستصبح ''سابك'' أكبر منتج للبولي كاربونيت في العالم لدى تشغيل هذا المصنع في 2015، وتتيح اتفاقية تسويق المنتج لشركة سابك إنتاج السلع الجاهزة المصنوعة من البولي كاربونيت وتوريد اللقيم لمصانع الشركة في الصين ومنطقة المحيط الهادي''.
وقال الأمير سعود ''إننا نتابع معدلات النمو العالية التي يحققها الاقتصاد الصيني، كما نسجل إعجابنا الشديد بمعالم النهضة الصينية وتنميتها الاقتصادية المتصاعدة، وتعتز ''سابك'' بدخولها المبكر إلى السوق الصينية باعتبارها من الشركات الرائدة التي بادرت بتزويد الصين في أوائل الثمانينات بمنتجات الأسمدة والبتروكيماويات والخامات البلاستيكية، والبلاستيكيات المتخصصة، وكذلك متطلبات الصناعات التحويلية العديدة''، وأضاف إن الاستثمار الجديد إلى جانب المشروع المشترك السابق مع ''ساينوبيك'' ينمي قدرات ''سابك'' التنافسية ويفتح الطريق لمزيد من العمل المشترك بين الشركتين، حيث يوفر المجمع بيئة مثالية لتبادل ونقل الخبرات والتقنيات التي تملكها ''سابك'' و''ساينوبيك'' إلى جانب الشراكة في الأسواق حول العالم؛ الأمر الذي يؤكد جدوى العمل التكاملي بين الشركتين الرائدتين.
من جانبه، قال المهندس محمد الماضي، نائب رئيس مجلس إدارة ''سابك'' الرئيس التنفيذي للشركة ''تمثل الصين اليوم أسرع أسواق ''سابك'' نموا في العالم، ولعل من أهم عوامل نجاحنا في الصين مشاركتنا مع ''ساينوبيك''، ويمثل برتوكول الاتفاقية الاستراتيجية الذي تم توقيعه أمس التزامنا بتعزيز ديمومة نجاح مشاركات ''سابك''، وحرصها على توفير المواد التي تُشكل لبنات البناء للمصانع الصينية لمزيد من الإبداع والابتكار عالميا.
وأضاف الماضي: ''إن توقيع هذا البروتوكول سيعزز مكانة ''سابك'' و''ساينوبيك'' كشركتين رائدتين في مجال إنتاج وتطبيقات البولي كاربونيت وستجلب ''سابك'' إلى الصين خبراتها العالمية في مجال أبحاث وإنتاج البتروكيماويات وتكمل هذه المشاركة حضور ''سابك'' في مجال صناعة البلاستيكيات الهندسية عالية الأداء والمركبات''.
ويؤكد لـ «الاقتصادية» محمد الضحيان، محلل اقتصادي، أن الصين تعد أهم شريك تجاري بالنسبة للمملكة؛ ''لأنها تعتبر من الدول التي تستطيع أن تصدر لها بقدر ما تستورد منها''، مضيفا أن حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلديين ''مهم.. لأنه يثبت المصلحة العامة التي تتمثل في حجم الميزان التجاري'' بين البلدين.
وقال: إن تصريح رئيس الوزراء الصيني بشأن تشجيع المملكة الاستثمار في النفط والغاز له مزايا كثيرة، ''أهمها أننا نضمن أن لنا أسواقا مستمرة في شرق جنوب آسيا.. وهذا يقلل فرص المخاطرة في اقتصاد بين البلديين''.
وأضاف أن من أهم مزايا الدخول في شراكات تجارية مع الصين سعي بكين لخلق فرص استثمارية في السعودية، و''بالتالي فإن تعزيز العلاقة مع الصين يرفع العلاقة بين المملكة والصين إلى درجة كبيرة إلى الاتفاق أو التبادل المصالح''.
وأشار الضحيان إلى أن ''دولة مثل الصين تعتبر من الاقتصاديات الشاملة؛ ولذلك لا بد أن نتعامل معها كمجمل وليس مفرد، مضيفا أن الاستمرار في المحافظة على السوق يتطلب بعض التضحيات التي من أجلها تفوز تلك الشركات بحصة مستقبلية كبيرة.
وقال: إن شركة سابك تسعى دائما لتطوير علاقتها مع الشركات الصينية؛ لتزيد بذلك علاقتها مع الحكومة الصينية ''خاصة أن الصين تعد سوقا واعدة''.
وزاد، أن لـ''سابك'' و''أرامكو'' دورا كبيرا للمحافظة على التبادل التجاري بين البلديين والتوازن الاقتصادي، قائلا ''إن هذا يخدم كثيرا من المصالح الاقتصادية للمملكة، وبالذات الشركات السعودية ويخدم المصالح الآنية والمستقبلية لشركة سابك''.
واعتبر الضحيان أن شراء شركة ''جي أي'' الصينية ''يفتح الباب على مصراعيه لشركة سابك لتطور علاقتها مع الشركات الصينية.. وهذا له أثر إيجابي مستقبلي؛ وذلك لأن المنافسة محتدمة على أسعار المنتجات المتطورة في البلاد''، وعزا ذلك إلى أن السوق الصينية ما زالت في بداية استخدام البلاستيكيات المتطورة، مؤكدا أن وجود ''سابك'' السعودية والأمريكية له دور كبير في خلق مستقبل واعد لكلا القطاعين والشركتين والدولتين بصفة عامة.