الشيطان ما مات !

عندما تزداد الرغبة في تحقيق الحلم تزداد مرحلة القلق معها و يزداد الشوق أكثر لقراءة الرسالة النصية التالية "مبروك ، لقد تم قبولك في كلية العلوم الصحية" بعدها تبدأ التباشير وتبدأ معها مرحلة تجهيز المستندات وتسليمها للكلية ، وتبدأ مرحلة انتظار الدراسة بفارغ الصبر ، وتبدأ الدراسة ويتم ارتداء الجاكيت الأبيض الناصع والقفازات الطبية والكمامات الواقية ، وما هي إلا سنوات ويتسلل الشوق مرة أخرى لقراءة رسالة نصية أخرى مفادها "يرجى مراجعة مكتب الخريجات لاستلام وثيقة التخرج".

مراحل صعبة مرت بها طالبات الكلية الصحية رغبةً في ممارسة مهنة إنسانية والتشرف بلقب عظيم ألا وهو "ملاك الرحمة" ولكن شاءت الأقدار أن تنشئ عقبات صعبة أمامهن لممارسة هذه المهنة.

ما قام به الطبيب المقيم قبل عدة أسابيع من سرقة هاتف إحدى الممرضات السعوديات وتهديدها بنشر صورها الخاصة للحصول على رغباته الدنيئة ، ما هو إلا نتيجة سمعته السيئة وخيانة الأمانة المؤتمن عليها وتشويه صورة هذه المهنة الإنسانية ، كثيراً من هذه القضايا حَدثت وولدّت رفضاً قاطعاً بعنوان "الشيطان ما مات" لدى بعض الآباء والأمهات من حصول الخريجات حقهن الوظيفي.

قصة حدثت لي شخصياً منذ فترة ليست بقصيرة ، ذات يوم من الأيام كنت ذاهباً مع أحد الأصدقاء لإحدى المستشفيات لإجراء فحص طبي خاص لإحدى الكليات بالمنطقة ، وصلنا إلى اللجنة الطبية وكان هناك أحد الموظفين مع إحدى الممرضات خلف كاونتر الاستقبال المحاط بالزجاج اللامع.

التزمنا بأحد الطوابير لتوجيهنا إلى الطبيب المختص وأيضا ختم الأوراق الرسمية وما أن لبثنا بُضع دقائق إلا وتدغدغت مسامعنا بالضحكات الناعمة الممزوجة بالخشنة للموظف ، وتبادل المزحات والأحاديث الخارجة عن نطاق العمل ، باعتقادي ما تقوم به بعض الفتيات من هذا النوع من التصرفات في مكان كالمستشفى وأمام مرأى الجميع ما هو إلا انتهاك لحرمة مجتمعنا المحافظ .

لا أعمم على الجميع فالمجتمع فيه الصالح وفيه الطالح ، ولكن هذا نموذج من العقبات التي وضعت حد لطموح بعض الخريجات وجعلت وثائق التخرج حبيسات الأدراج وسببت خوفا لبعض الآباء.

ولكن يبقى السؤال .. هل خطأ فرد يتحمله المجتمع بأسره ؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي