المعروض النفطي وتباطؤ الاقتصاد العالمي يضغطان على «أوبك»
توقعت مؤسسة أويل موفمنتس الاستشارية البريطانية أن صادرات النفط الخام المحمولة بحرا لأعضاء ''أوبك'' ستزيد في فترة الأسابيع الأربعة في المتوسط إلى 23.52 مليون برميل من 23.09 مليون برميل يوميا.
وقال محلل في صناعة النقل البحري أمس إن صادرات أعضاء منظمة ''أوبك'' المحمولة بحرا من النفط الخام ماعدا أنجولا والإكوادور، ستزيد 430 ألف برميل يوميا خلال فترة الأسابيع الأربعة التي تنتهي في العاشر من كانون الأول (ديسمبر).
وهنا يؤكد الدكتور سعود المطير - محلل اقتصادي - أنه ''إذا كانت الزيادة لتعويض النقص في الصادرات الإيرانية مع تزايد الصادرات الليبية، فإن هذا النوع من السلوك سيدعم استقرار الأسواق العالمية''.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية قد قال أمس: تسعى لاقناع شركاتها بالتوقف عن شراء النفط الإيراني. وتعتمد إيطاليا على الخام الإيراني لتغطية نسبة 13 في المائة من احتياجاتها، أي ما يعادل أكثر من عشرة ملايين طن سنويا نحو 200 ألف برميل يوميا.
لكن أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قال ''يجب على منظمة ''أوبك'' أن تأخذ في الحسبان أمرين مهمين عند زيادة إنتاجها، أحدهما تزايد المعروض الليبي من النفط بمعدلات أعلى من المتوقع، والأمر الثاني تناقص معدل النمو العالمي، وبالتالي انخفاض الطلب على النفط بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية لدول مجموعة اليورو من جراء تفاقم مشكلة الدين العام الأوروبي''.
وتراجعت أسعار النفط أمس بعد أن دفعت المخاوف إزاء أزمة الديون الأوروبية الدولار إلى مستويات مرتفعة جديدة مقابل اليورو ليتجاوز تأثيرها احتمال فرض عقوبات أوروبية على الخام الإيراني.
وزاد بيع سندات إيطالية أمس من قلق المستثمرين مع ارتفاع تكلفة الاقتراض على المدى القصير والأطول في ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا إلى أعلى مستويات على الإطلاق باليورو.
ولم يتخذ زعماء أوروبا خطوات تبعث على الارتياح، وظلوا منقسمين حول أزمة ديون المنطقة مع استمرار معارضة ألمانيا التامة لإصدار سندات مشتركة خاصة بمنطقة اليورو.
وقال ثوربيويرن باك جنسن المحلل في أيه أس لإدارة المخاطر العالمية ''هناك أحاديث وأحاديث لكن ما من شيء يحدث''.
هبط سعر برنت في التعاملات الآجلة 1.27 دولار مسجلا 106.51 دولار.
وهبط سعر الخام الأمريكي 58 سنتا إلى 95.59 دولار للبرميل.
وتسير عادة أسعار النفط والسلع الأخرى المقومة بالدولار في اتجاه معاكس لحركة العملة الأمريكية إذ إنها تصبح أغلى بالنسبة لأصحاب العملات الأخرى.
وارتفع الدولار لأعلى مستوياته منذ سبعة أسابيع مقابل اليورو، وزاد أكثر من 0.6 في المائة أمام سلة من العملات. وطغى ذلك على أثر التوقعات بفرض عقوبات أوروبية على واردات النفط الإيرانية بعد زلة لسان من مسؤول حكومي فرنسي أشار إلى أن باريس توشك على فرض حظر من جانب واحد على النفط الخام الإيراني.
وإيران هي ثاني أكبر منتج في ''أوبك''، وتعتمد إيطاليا وإسبانيا واليونان عليها في الحصول على نحو 13 في المائة من احتياجاتها من النفط الخام وفقا لبيانات رسمية أمريكية.
من جهة أخرى، قالت منظمة ''أوبك'' أمس إن سعر سلة خاماتها القياسية انخفض قليلا إلى 108.10 دولار للبرميل يوم الخميس من 108.32 دولار في الجلسة السابقة. وتتكون سلة ''أوبك'' من 12 خاما هي: مزيج صحارى الجزائري، وجيراسول الأنجولي، والخام الإيراني الثقيل، البصرة الخفيف العراقي، خام التصدير الكويتي، السدر الليبي، بوني الخفيف النيجيري، البحري القطري، العربي الخفيف السعودي، مربان الإماراتي، ميري الفنزويلي، وأورينت الإكوادوري.