حمى الرياض

الرياض على موعدٍ الليلة مع سهرة كروية ملؤها الإثارة والندية في مساءٍ تتجه فيه كل الأنظار إلى استاد الأمير فيصل بن فهد، وتسير كل طرق العاصمة باتجاهٍ واحد مؤدٍ إلى الملز؛ حيث يتنافس الغريمان الكبيران على بطولةٍ خاصة، لا تخضع لأي معايير أو مقاييس! الزعيم وفارس نجد وجهاً لوجه في مباراة تُحبس فيها أنفاس الرياض لمدة 90 دقيقة.
ديربي العاصمة هو بحد ذاته بطولة تسمو على كل الألقاب، فهو الحدث الأهم بالنسبة للجماهير الهلالية الزرقاء ولعشاق النصر الأصفر البرّاق، ولكل مشجع رياضي في سائر أنحاء السعودية، ديربي يتخطي الحدود الفنية ليمتد إلى تعبئةٍ جماهيرية وتراشقاتٍ إعلامية وحربٍ نفسية، لا صوت يعلو فوق صوت الديربي، ولا لحدثٍ آخر أهمية تزاحم أهميته.
منذ أن أبصرت عيناي النور على كرة القدم وأنا دائم الارتباط بمباراة النصر والهلال، ولا أبالغ إن قلت إنني أفضلها على أشهر الديربيات العالمية! وقد يعتبر البعض هذا ضرباً من الجنون ... إنها فعلاً مباراة مجنونة متقلبة الأطوار، ساخنة تلهب الأجواء الباردة التي تعيشها العاصمة هذه الأيام، لتشتعل معها «حُمّى الرياض» ... وما أجملها من حُمّى.
آخر فنجان
أنصح الجماهير بمغادرة البيوت والاستراحات والتوجه إلى الملز للاستمتاع بأجواء المباراة، أو الاستماع إلى مجرياتها على موجات الأثير، لاجتناب الضغط العصبي الذي ينتج عن مشاهدتها على شاشة الناقل الحصري الخطير، المزوّد بتقنية الخبير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي