وكلاء سيارات: قطع الغيار وراء تعثر صناعة «التجميع»
قلل وكلاء سيارات ومستوردون من احتمالية قيام مصنعي السيارات الرئيسيين بافتتاح وكالات مباشرة لهم في السوق السعودية وفقاً لأنظمة منظمة التجارة العالمية التي تخول لهم ذلك، مؤكدين أن المصنعين يثقون بالوكلاء المحليين وقدرتهم على التعامل مع المستهلكين.
وأقر وكلاء السيارات في السوق المحلية بزيادة وعي المستهلكين وتغير نمط اختياراتهم التي أصبحت تعتمد على الجودة، السعر، والمواصفات، مشيرين إلى أن دخول العديد من شركات السيارات الجديدة للسوق السعودية دليل على قوة الاقتصاد السعودي وقدرته الاستيعابية.
وبشأن الأسعار، تحدى الوكلاء المحليون أي جهة أو شخص يثبت أن تكون أسعار السيارات في السوق المحلية أعلى من أي مكان آخر حول العالم حتى في الدول المصنعة، مشددين على أن أسعار السيارات في الخليج الأقل مقارنة بالدول الأخرى.
ولفتوا في حديثهم لـ "الاقتصادية" على هامش المعرض السعودي الدولي لصناعة السيارات وقطع الغيار في جدة إلى أن إلقاء اللائمة في ارتفاع الأسعار على الوكلاء يعود إلى عدم دراية المستهلكين بأسواق الصرف العالمية وما لها من تأثير كبير في ارتفاع أو انخفاض أسعار السيارات.
وأشار وكلاء السيارات بأن صناعة السيارات في المملكة ممكنة فقط في حالة تواجد صناعة قطع غيار السيارات الداعمة والمساندة لها، موضحين أن تجميع السيارات موجود منذ 30 عاماً لكنه أخفق في التحول إلى صناعة لغياب تصنيع قطع الغيار التي تستورد بشكل عال من الخارج.
#2#
وبيّن وكلاء السيارات أن حجم السيارات الجديدة المستوردة للسوق المحلية يصل إلى 650 ألف سيارة خلال العام الجاري، متوقعين أن يتجاوز 700 ألف سيارة في العام المقبل.
وقال علي حسين علي رضا عضو لجنة السيارات في غرفة وجدة ووكيل سيارات مازدا في المملكة أن عدد السيارات الجديدة التي تم استيرادها خلال العام الجاري يصل إلى 650 ألف سيارة، إضافة إلى الشاحنات الثقيلة التي تتراوح ما بين 10 و15 ألفا.
وأضاف "في العام المقبل نتوقع أن يتجاوز الرقم 700 ألف سيارة، وهذا النمو يعود إلى قوة الاقتصاد السعودي، الذي يعيش طفرة في جميع المجالات ما يعني أن دخل المملكة قوي وكل هذا يترجم إلى حركة اقتصادية نشطة في السوق الداخلية".
وعن الأسعار، أقر علي رضا بأن بعض المنتجات في قطاع السيارات ربما ارتفعت، لكنه أكد أن "هنالك خيارات أخرى لكل الفئات على سبيل المثال اليوم لاحظنا أن عددا كبيرا من الشركات الصينية تطرح منتجاتها في المملكة وأسعارها تبدأ من 23 ألف ريال أرخص سيارة وتصل إلى 85 ألف ريال، ثم تأتي السيارات الكورية، اليابانية، الأمريكية، والألمانية، كل فئة بأسعارها.
#3#
واستدرك "علينا الأخذ في الاعتبار أن فئات الأسعار كلها متوفرة ربما بعض المنتجات ارتفعت أسعارها لكن هناك بديلاً لها جاء منتج آخر وأخذ مكانها في هذه الفئة، لأي ميزانية وأي فرد لابد أن يجد سيارة تناسبه في السوق".
وتابع رضا بنبرة الواثق "أتحدى أي شخص بتصفح أي موقع سيارات في العالم، سواء مواقع سيارات أوروبية، أو أمريكية، أو يابانية، ويقارن الأسعار نفسها للسيارات نفسها في اسواق الخليج بنفس المواصفات، وأن يجد سوقاً بالعالم أرخص من أسواق الخليج".
وأشار عضو لجنة السيارات في غرفة جدة بأن هنالك العديد من الخيارات أصبحت متوافرة أمام المستهلك، وقال "نلاحظ أن أسواق الخليج أكثر سوق انفتاحاً في العالم وأولها السوق السعودية فلا توجد شركة سيارات تصنع سيارات حول العالم إلا وتلاقي لها ممثلا أو وكيلا في المملكة أو مستوردا، الخيارات كثيرة والمستهلك السعودي لا يذهب لشراء السيارة التي كان يأخذها والده أو جده، بالعكس يذهب للتسوق ويقارن ويطلع على المواصفات، الأسعار، الجودة، وهذا أمر صحي جداً لسوقنا".
وبخصوص إمكانية قيام صناعة للسيارات في المملكة، أوضح علي رضا بقوله "نتمنى أن تكون لدينا صناعة سيارات، لكن أي صناعة سيارات لابد أن تدعمها صناعة قطع غيار السيارات لأنك إذا اضطررت لاستيراد قطع الغيار من الخارج من أجل صناعة السيارة لم تعمل سوى مصنع تجميع ولدينا العديد من مصانع التجميع منذ 30 عاماً، ما ينقصنا هو مصانع قطع الغيار التي تزود مصانع التجميع بما تحتاج لصناعة السيارات".
من جانبه، قلل عمر محمد باخشب الوكيل الحصري لسيارات ستروين الفرنسية في السعودية والمدير العام من المخاوف بشأن احتمالية قيام مصنعي السيارات بفتح وكالات مباشرة لهم في المملكة، وقال "لا أعتقد أن يحدث ذلك، حتى الآن لم يفتح أي مصنع سيارات بطريقة مباشرة في المملكة، نعلم أنه من حقهم وفقا لأنظمة منظمة التجارة العالمية أن يفتح مباشرة في السوق السعودية، لكن حتى الآن لا توجد أي وكالات سيارات فتحت، ولا توجد نية لدى المصنعين لهذا الأمر بحسب حديثنا معهم، هم لديهم ثقة بالوكلاء المحليين ودرايتهم بالسوق المحلية تكون عن طريق الوكلاء أفضل، ولذلك ليس لدينا مخاوف بشأن هذا الأمر". وأفاد باخشب بأن السوق السعودية كبيرة ويستوعب المزيد من شركات السيارات، وأضاف "دخول الشركات الصينية للسوق المحلية لا يزال في بدايته ونتوقع المزيد خلال الفترة المقبلة".
وعن المستهلكين وتغير أسلوبهم في اختيار السيارات، قال باخشب "أصبح لديهم وعي أكثر من السابق، أكثر من 70 في المائة من المشترين يعرفون كافة التفاصيل عن السيارة المراد شراؤها قبل عملية البيع، ومع الإنترنت والانفتاح أصبح هنالك وعي أكثر من السابق".
وعند سؤاله عن الأسعار أشار الوكيل الحصري لسيارات ستروين بأن أسعار السيارات تعتمد بشكل كبير على أسعار الصرف، وتابع "بلاشك أن السوق السعودية تعتبر من أقل الأسعار على مستوى العالم، فالجمارك على السيارات في السعودية والخليج 5 في المائة فقط، لكن بعض الدول الأخرى تصل لأكثر من 200 في المائة، بخلاف الضرائب الأخرى، ففي مصر مثلاً الجمرك على السيارة 180 في المائة، وهناك رسوم على استخراج اللوحات تقدر بعشرة آلاف جنيه إضافية".
وعن تحميل وكلاء السيارات في المملكة ارتفاع الأسعار من قبل المستهلكين، أوضح باخشب أن ذلك ناجم عن عدم دراية بأسواق الصرف العالمية، وشرح ذلك بقوله "السيارات اليابانية مثلا إذا كان سعر صرف الين 100 ين للدولار، عندما يصبح سعر الصرف 80 ينا للدولار يرتفع سعر السيارة 20 في المائة فقط بسبب سعر الصرف"، مبيناً أن "أسعار السيارات يعاد النظر فيها شهرياً بناء على أسعار الصرف، لكن الوكيل أحياناً يتحمل الكثير وعدم تحميلها للمستهلك النهائي".