الشحاتة الراقية !!
عندما تكون من المحافظين على صلاة الجماعةً في المسجد ، أو عندما تكون من مرتادي المجمعات و الأماكن الترفيهية ، سوف تصادف كثيراً من الأشخاص ادعوا الإعاقة بشتى أنواعها ، أو تصنعوا البلاهة و عدم التحكم بالتصرفات ، أو الديون المتراكمة و إعالة عدد كبير من أفراد العائلة ، ويقومون بسؤالك مبلغاً من المال ، هذه ظاهرة التسول التقليدية التي اعتاد عليها المجتمع ، والتي أجبرت النفوس المحٌسنة الظن للعطاء محتسبين الأجر و المثوبة.
في الآونة الأخيرة ، انتشرت ظاهرة التسول الحديثة التي تصح تسميتها بـ "الشحاتة الراقية" من فئة لها نفس الهدف قامت بتطوير ظاهرة التسول التقليدية وتجميلها وإنشاء أساليب مختلفة للاستيلاء على اموال مَن طٌبع على قلوبهم الطيبة و صفاء النية ، ومن أكثر الأساليب شيوعاً أن يستوقفك أشخاصا يمتلكون سيارات فارهة ، مكتسين بأغلى الماركات من الملابس ، والموبايلات الحديثة الإصدار والساعات السويسرية تزين أيديهم ، والعطور الفرنسية الفواحة ، يكون تمهيدهم للتسول بوصف حالات طارئة وإيهامك بقصص حقيقية حدثت متعهدين بإرجاع ما اٌخذ من أموال مضافاً عليها حبة المسك الوهمية ! بحيث لا يفسح مجال لك للشك فيه !.
و كم من الفقراء والمحتاجين الحقيقين تجدهم يتعففون عن سؤال الناس أموالهم ، ولا يسألون سوى باسط الرزق عظيم الشأن الذي امتدحهم في كتابه العزيز قائلاً "لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيم". 273 سورة البقرة.