«الإمارات» تفاجئ العالم بأكبر صفقة طيران قيمتها 18 مليار دولار
في صفقة هي الأضخم على الإطلاق في تاريخ شركة بوينج الأمريكية من ناحية القيمة، أعلنت "طيران الإمارات" أمس عن طلب 50 طائرة من طراز بوينج 777 بقيمة 18 مليار دولار.
وجاء هذا الإعلان في اليوم الأول لمعرض دبي للطيران، وحرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم الإمارة على حضور حفل التوقيع على العقد.
وقالت بوينج إن هذه الطلبية تجعل عام 2011 أفضل سنة لمبيعاتها من طائرات 777 على الإطلاق متفوقة على المبيعات القياسية التي سجلت في 2005.
وتعد "طيران الإمارات" أكبر مشغل في العالم لطائرات بوينج 777، وهو مركز تعززه أكثر بطلبيتها الجديدة. وتشغل الناقلة حاليا 95 طائرة بوينج 777.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة شركة الطيران إن الطلبية تشمل خيارات شراء لـ 20 طائرة إضافية وتصل قيمتها إلى 26 مليار دولار.
وأضاف الشيخ أحمد أن الطائرة 777 خدمت شركته بشكل جيد من حيث تكلفة المقعد وبصفة خاصة في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الوقود.
وأضاف في مؤتمر صحافي أن الطلبية الجديدة تمثل "واحدة من المعالم البارزة في تاريخ "طيران الإمارات"، كما تشكل تأكيدا على مواصلة استراتيجيتنا للتوسع في عملياتنا إلى مزيد من المحطات البعيدة، وربط العالم شرقه وغربه عبر دبي. وتلعب طائرة البوينج 777- 300 ئي آر، ذات المدى الأبعد، دوراً حيويا في تطوير أسطول "طيران الإمارات" لكي يلبي متطلبات السفر الجوي عالميا في المستقبل".
وتملك الناقلة التي تملكها حكومة دبي أسطولا مؤلفا من 162 طائرة تخدم 115 محطة في 67 دولة حول العالم. ولـ "طيران الإمارات" طلبيات سابقة لشراء 73 طائرة إيرباص أ 380، و70 طائرة إيرباص أ 350 و40 طائرة بوينج 777- ئي آر، وست طائرات بوينج للشحن، ومع الطلبية الجديدة سيصبح مجموع الطلبيات الآن 239 طائرة ذات جسم عريض تزيد قيمتها عن 92 مليار دولار أمريكي.
وقال إن الدفعة الأولى من هذه الطائرات سيتم تسليمها في عام 2015، ونفى أن يكون لهذه الطلبية الضخمة من بوينج أي تأثير في طلبية "طيران الإمارات" الحالية من طائرات إيرباص 350.
وتخطط الناقلة التي طلبت قبل سنوات 90 طائرة إيرباص 380 بقيمة 34 مليار دولار حسب القيمة السوقية لإنفاق نحو أربعة مليارات دولار سنويا على التوسع خلال السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة.
إلا أن توسعها السريع إلى جانب ناقلات خليجية أخرى كالخطوط القطرية والاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي أثار غضب شركات الطيران العريقة التي وجهت اتهامات لها باتباع سياسات حمائية. وكان الأمين العام لاتحاد شركات الطيران الأوروبية اولريخ شولته - شتراتهاوس قد ادعى في شباط (فبراير) الماضي أن الناقلات الخليجية تدار كجزء من استراتيجية وطنية، وأنها تمثل تهديدا لقطاع الطيران العالمي.
ومن المتوقع أن تواصل الناقلات الخليجية توسعة أساطيلها رغم مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي، حيث ذكرت تقارير أن "طيران الاتحاد" قد تطلب 12 طائرة إضافية من بوينج منها 10 طائرات 787 دريملاينر وطائرتي 777، بينما من المتوقع أن تطلب الخطوط القطرية 50 طائرة إيرباص 320 وخمس طائرات إيرباص 380 بقيمة 6.5 مليار دولار.
وسجلت "طيران الإمارات" انخفاضا في أرباح النصف الأول بنسبة 76 في المائة إلى 225 مليون دولار بسبب ارتفاع تكلفة الوقود والاضطرابات الإقليمية. وانخفضت الأرباح الصافية من 3.39 مليار درهم إلى 827 مليون درهم في السنة الماضية. ووصلت العوائد في الأشهر الستة حتى 30 أيلول (سبتمبر) إلى 30.3 مليار درهم بارتفاع 15 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق (26.4 مليار درهم).
وقال الشيخ أحمد إن التحديات العالمية خلال الأشهر الستة الماضية وضعت مرة أخرى "طيران الإمارات" على المحك مضيفا أن الشركة ستواصل التركيز على استراتيجية النمو طويلة الأمد.
ومن المتوقع أن تتقدم الخطوط الجوية القطرية بطلبية بقيمة 6.5 مليار دولار لشراء 50 طائرة أ 320 الجديدة الموفرة للوقود، وخمس طائرات أ 380 من إيرباص وتنوي "الافكو" الكويتية لتمويل شراء وتأجير الطائرات، التقدم بطلب مبدئي لشراء 30 طائرة من طراز أ 320 الجديدة. وفي ضربة لفرنسا اشتدت المنافسة على صفقة بقيمة 11 مليار دولار لبيع طائرات مقاتلة للإمارات عشية المعرض بعد ما كشف كونسورتيوم يوروفايتر الأوروبي لتصنيع الأسلحة أن الإمارات وجهت إليه دعوة لاطلاع مسؤوليه على طائرته النفاثة المقاتلة "تايفون". وأكد متحدث باسم الكونسورتيوم الذي يضم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، التقرير الخاص بتعريف مسؤولي الإمارات بالطائرة بموقع "فلايت جلوبال دوت كوم" المعني بقطاع الطيران ولكن رفضت الإفصاح عن تفاصيل.
وقال الموقع إن مسؤولين بريطانيين اطلعوا مسؤولي الإمارات على الطائرة في تشرين الأول (أكتوبر) بناء على طلب الإمارات التي أجرت مفاوضات مطولة مع فرنسا بشأن شراء ما يصل إلى 60 مقاتلة رافال من إنتاج شركة داسو.
من جهة ثانية، أعلنت شركة رولز - رويس البريطانية عن فوزها بطلبية من الخطوط الجوية العربية السعودية تبلغ قيمتها 500 مليون لتقديم المحركات وخدمات الصيانة الشاملة على ثماني طائرات من طراز إيرباص أ 330 أربع منها طلبيات جديدة، وأربع منها طلبيات تم الإعلان عنها سابقا.
وبهذه الطلبية من الطائرات الجديدة التي من المتوقع أن تدخل الخدمة في 2013 يصل الحجم الحالي لطائرات الخطوط السعودية من طائرات إيرباص 330 التي يشغلها محرك ترنت 700 إلى 16 طائرة.
وهذه الصفقة هي الثانية لصانع المحركات مع الخطوط السعودية في غضون عامين، حيث أبرمت في نيسان (أبريل) 2009 عقدا بقيمة 900 مليون دولار لتزويد طائرات الناقل الوطني السعودي بمحركات، وصيانتها على المدى الطويل.
وفي سياق ذي صلة، توقع المهندس محمد فلاتة - الرئيس التنفيذي لشركة السلام للطائرات - نمو سوق الطيران المدني في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة، بوصفها الأكبر في النمو المستمر، على الرغم من الركود الذي أصاب دول العالم في السنوات الماضية.
وقال فلاتة لـ "الاقتصادية" أمس: "المملكة لديها مساحات شاسعة ولا تستطيع ربط مدنها بوسائل نقل أفضل من الطيران، وفرص وجود شركات جديدة في المملكة أمر وارد، ولا يعد مفاجأة، وسوقنا تحتمل دخول شركات جديدة".
وأوضح محمد فلاتة، أن مبيعات الشركة في صيانة الطائرات العسكرية ما زالت هي الأكبر من المدنية، مشيرا إلى أن هناك نموا في الطيران المدني الأمر الذي سيعطي الشركة فرصة لتحسين دخلها من المجال المدني.
وقال فلاتة: "مشاركتنا (في معرض دبي) جاءت لعكس القدرة الصناعية في المملكة، حيث أصبحنا في مصاف الشركات العالمية، ومن أكبر الشركات في الشرق الأوسط". وأضاف: كما أن مشاركة الشركة جاءت لعرض قدرة الشركة في صيانة الطائرات، إلى جانب عرض منتجاتها في تطوير المقصورات والأجهزة الملاحية للطائرات الخاصة.
وأضاف فلاتة: " قبل نحو شهر فزنا بعقد من شركة أرامكو، كما أن لدينا عقود صيانة لطائرات تأتي من آيسلاند ونيجيريا ومن دول عربية".
ووسط تأكيدات لمسؤولي شركات لصيانة الطائرات، فإن القطاع العسكري ما زال هو المسيطر لديها في أكبر الصفقات، مع تزايد نمو تدريجي لسوق الطيران المدني في الشرق الأوسط. وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة دي. ايه. اي كابيتال - وهي فرع التأجير لشركة دبي ايروسبيس انتربرايز - التي ألغت طلبيات طائرات بمليارات الدولارات هذا العام أنها ستؤجر تسع طائرات شحن جديدة بوينج 777 لشركة طيران الإمارات.
وأضافت أن الطائرات ضمن دفتر طلبيات دي. ايه. اي من بوينج وستسلم بين 2012 و2015.
وشُكلت دي. ايه. اي في 2006 من تعاون بين عديد من الشركاء المحليين وهي متخصصة في صيانة الطائرات.