إيران .. والمعادلة الخاسرة في الخليج
لم تكن حديثة قصة العداء العربي الفارسي أو أنها وليدة الوضع السياسي الراهن، بل لقد أخذت في مراحل متعددة أشكالا مختلفة من التعبير عن هذا العداء، ولم تكن في يوم الدول المجاورة مثيرة للفتن والأحقاد والضغائن، ولكن إيران التي تجاور دول الخليج تحديدا ودولة العراق كدولة عربية كبرى كانت تسعى دائما إلى اللعب بالنار مع تلك الدول منذ الماضي البعيد، بل وتستخدم أسلوب الكر والفر ساعية إلى نشر الفساد والدمار في المنطقة، ومن يتأمل ماضي الدولة الفارسية سيجد أنها لم تتوان يوما عن اعتناق هذا الدور العدائي والذي تسعى به إلى تصدير الثورة الإسلامية التي لا تحمل أي معالم للإسلام، بل الإسلام بريء منها ومن ترويجها للفتنة، وفي حين تسعى إيران بكل طاقاتها إلى إثارة البلبلة والفوضى، بل وتنزف من جزء غير بسيط من ميزانيتها من أجل تحقيق هدفها العدائي مع أن الشعب الإيراني يعاني من الداخل من تدهور أحواله الاقتصادية بشكل كبير وواضح يصل إلى درجة الفقر، بل وكان من الأولى أن تصرف تلك الأموال المهدرة على نهضة بلادها واستقرار شعبها وتنمية نهضتها، ولكنها تعمل بكل الأسلحة الإعلامية وغير الإعلامية المباشرة وغير المباشرة إلى تحقيق أطماعها في المنطقة ابتداء من الإصرار على تسمية الخليج الفارسي تمشيا مع حقدها بافتراض ملكية جزء أو كل من الأراضي المحيطة بالخليج العربي، وانتهاء بما حدث في لبنان وسورية والبحرين، ومرورا بالغوغاء الإعلامية التي تستخدمها في الترويج بين فترة زمنية وأخرى إلى فكرة امتلاك السلاح النووي كنوع التهديد المبطن، وحدث محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن والتحريض في بعض دول الخليج باسم الحرية والديمقراطية، وهي المصطلح السخيف التي تتشدق به هذه الدولة، وباسم الديمقراطية العدائية تتجاوز إيران حدودها ويتملكها غرورها الفاشل لتنتهك في سلوكياتها كل القوانين والأعراف الدولية، ناسية أنه قد ينقلب السحر على الساحر ويتحول حلمها إلى كابوس يخنقها عندما تدرك مواطن القوة في دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والتي تملك امتيازات عالية من المكانة الدينية، حيث الحرمان الشريفان والسياسية والجغرافية؛ إذ هي تحتل قلب الشرق الأوسط وهي تمتلك السلاح النفطي وهو الأهم لأعظم دول العالم، ولكن اللعب بالنار في منطقة الخليج وهي من أهم مناطق العالم أمر يستوجب التفكير مرات ومرات؛ لأن معادلة الخليج التي تطمع بها إيران ستفشل، وبالتالي فهي مخطئة في حساباتها وغير دقيقة في رسم أجندة تدفع ثمنها، ولعل أقل ما فيه هو أن تزداد عزلتها عن العالم إلى أكثر مما هي عليه الآن.