الأنموذج عمر
ماذا لو كان عمر باخشوين مدرباً أوروبياً أو أرجنتينيا أو برازيلياً، وطلبنا منه الإعداد لبطولة ستقام بعد أسبوعين، وللاعبين جدد أصحاب تجربة كروية لم تتجاوز الموسم الواحد، كيف ستكون ردة فعله؟ وهل سيسخر ويبدأ بالانتقاد ويصفنا بعدم الجدية والتخطيط؟ وبالتأكيد سننصت له ونقول شوفوا اللي يفهمون وهذا المدرب الذي لا يقبل بالعمل الارتجالي! ثم ماذا لو تفضل وأعلن أنه سيقبل دون أن يتحمل مسؤولية النتائج أيضاً.
مؤكد أننا سنوافقه ونلتمس له العذر، وسنصفق له ولكن أن يتصدى لهذا الأمر الوطني الهادئ المتطور المتجدد عمر باخشوين، فلا حس ولا خبر لا قبل البطولة ولا بعد تحقيقها، السؤال الكبير والعريض متى ننصف الوطني ونعطيه ما يستحقه. مشكلة الوسط الرياضي بشكل عام أنهم يرون أن كل الوطنيين فكر واحد وعمل واحد وطموح واحد. ألا يعد ذلك ظلماً؟!
أعود لعمر باخشوين الذي يعد أحد النماذج المشرفة فقد قدم مع مجموعة وطنية فريقاً مميزاً متكاملاً فهذا عبد الله المهيدب المؤهل أكاديمياً المتخصص في اللياقة البدنية، يضع برنامجاً تأهيليا ولفترة وجيزة وفق دراسة تنم عن قدرة شابة تحتاج فقط للمؤازرة والدعم والثقة، ويكمل هذا الفريق المشرَف. مدرب الحراس تركي السلطان الذي يزداد نضجاً بعد بحثه المستمر عن كل جديد في مجال تدريب الحراس، وتنمية قدراته بالاطلاع على كل ما يستجد في تخصص آمن به فمنح فكره ووقته للبحث والاطلاع والتجديد والتطوير.
ما يحدث في الفترة الأخيرة من نجاحات للمدرب الوطني، مع الأسف حتى الآن لم يقنع أنديتنا. والأغرب أن الوطني يحظى بثقة الاتحاد السعودي، ويجد الفرص، بينما لا تزال العقول الإدارية تستجيب لطلبات الأجنبي بإبعاد كل ما هو وطني عن العمل. أكرر دائما مقولة إن الوطني مثله مثل الأجنبي فيهم المميز ومنهم الجيد والضعيف. ما أذكره عن الجهاز الفني الذي يقوده عمر باخشوين هو نموذج لعدد من الكفاءات والأجهزة الفنية الوطنية المؤهلة. وآخر الصور المشرفة هو الجهاز الفني لمنتخب الشباب مواليد 1993 الذي شارك في البطولة العربية في المغرب بقيادة المتألق فيصل البدين.
الذي قدم أيضا عملاَ مميزاَ خلال فترة إعداد لم تتجاوز الأسبوعين مع لاعبين جلهم أنهى المرحلة الثانوية قبل أيام، وانشغل فكره في تسجيل وقبول في المرحلة الجامعية وتحديد مستقبل. من القادر على تفهم هذا الوضع والإعداد له بشكل جيد لو لم يكن ابن البلد فيصل، ومعه الخبرة الوطنية خليل المصري، ومدرب الحراس المسلح بالخبرة والفكر والتأهيل الخلوق منصور القاسم.
كم آمل إنصاف الوطني - بالذات الطموح منهم صاحب الفكر الجيد - حينها سنبني قاعدة وطنية قادرة على الرقي بالكرة السعودية, فقط امنحوا المميز، وهم كثر، وتجاهلوا القلة الذين لا يملكون سوى الثرثرة والتنظير.
هطرشة
-أمام الاتحاد مشاركة آسيوية بعد أقل من ستة أسابيع، هل إعداد الفريق يوازي أهمية المناسبة؟
-معسكر الهلال الخارجي تأخر في انطلاقه، فاضطر الفريق للبقاء في ألمانيا لأيام من شهر رمضان قد لا تحقق الفائدة المرجوة.
- كل الآراء والانطباعات عن المدربين واللاعبين الأجانب مبنية على سيرة ذاتيه وتوقعات. والحكم الحقيقي سيكون بعد نهاية الفترة الأولى من مسابقة زين.
- ما زال الأهلاويون ينتظرون على أحر من الجمر الإعلان عن المدرب الجديد ، الأهم أن يكون المدرب وفق التطلعات.
- الشباب أكثر الفرق استعدادا للموسم القادم، هذه المرة لن يرضى محبوه إلا ببطولة الدوري التي غابت طويلاَ عن عرين الليث.
- مهم جداَ أن يكون اختبار الوطنيين في مسابقه كأس الأمير فيصل مبنيا على الكفاءات لا العلاقات.
- ديربي الأحساء أتمنى أن يحظى بقوه وإثارة وجماهيرية ديربي القصيم نفسها.
- برنامج الموسم القادم يتطلب تنسيقا دائما بين إدارة المنتخبات والأندية لمصلحة الكرة السعودية.
- خاتمة: حديث قدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".