المدرسة وليس المدرب
جميل جدا أن تعود منتخباتنا السنية لساحة المنافسة على المستوى الدولي، فمنتخب الناشئين يخطف لقب البطولة العربية، ومنتخب الشباب (ب) يحقق وصافة بطولة العرب في المغرب، فيما يستهل منتخب الشباب (أ) مشواره في مونديال الشباب في كولومبيا بعد منتصف ليل اليوم، هنا يجب أن نشد على يد الاتحاد السعودي بقيادة الأمير نواف بن فيصل الذي يبدو أنه عقد العزم على الوصول بالكرة السعودية لأبعد مما يردده المتشائمون بكثير.
أعجبني مقال الدكتور تركي العواد الذي عنونه بـ ''العابد كابتن، هل نحن جاهزون؟''، خصوصا فيما يخص أعمار اللاعبين وفرصة مشاركتهم في المونديال القادم ـ إذا ما تأهلنا ـ ولكنني في الوقت نفسه أختلف معه في ما ذهب إليه حول مقدرة رايكارد على صناعة منتخب بطل كما فعل مع البلوقرانا عام 2005/2008 بحكم أنه من اكتشف أغلب لاعبي الجيل الذهبي لبرشلونة، وأعطاهم فرصة المشاركة في الفريق الأول.
عندما اعتزل الأسطورة كرويف عاد إلى برشلونة كمدير للفريق وأشرف على مدرسة برشلونة ''لاماسيا'' حتى عام 1988 عندما عين كمدرب للفريق الأول وكان أول اكتشافاته بيبي جوارديولا المدرب الحالي. جلب كرويف مدرسة أياكس الهولندية إلى كاتالونيا ليصنع تاريخ برشلونة المعاصر، فمدرسة كرويف لسن ما بين (6 ـ 11 عاما) بنيت على مبدأين مهمين، هما البناء الجسدي المهاري، والبناء الفكري. وهذا المبدأ الأخير هو من وجهة نظر الخبراء أحد أهم أسباب تفوق البلوقرانا.
يتم غرس مفهوم المنافسة، والتعايش، والاحترام، والتكافل، والعمل الجماعي، في ذهن الطفل، ويتم استبعاد من لا يطبق هذه المبادئ في أي مرحلة دراسية دون تهاون وبذلك أصبح وصول الطفل لمدرسة برشلونه وتخرجه منها حلم يراود أي عائلة إسبانية بحكم أن المدرسة مبنية أساس متين من التربية الحديثة.
رايكارد لن يجد مهارة أنييستا ولا انسيابية تشافي هيرنانديز، فكرة القدم أصبحت علم يدرس وليس فقط ركضا داخل الملعب. في إسبانيا ثلاث مدارس كروية مشهورة وهي مدرسة برشلونة ''الهولندية''، وأتليتكو بلباو ''إنجليزية''، وكذلك مدرسة النادي الملكي ريال مدريد. وهذه الفرق الثلاثة هي الوحيدة التي لم تهبط لدرجة أقل طوال تاريخ الكرة الإسبانية.
برشلونة يعتمد على خلق فلسفة تتكون من عقلية واحدة من أسفل النادي إلى الأعلى. وتكمن هذه الفلسفة في التطبيق الكامل لكرة القدم الإسبانية التقليدية والتي تعتمد على اللمسة الواحدة (التيكي ـ تاكا) والاستمرار على النهج المستمد من فريق يوهان كرويف، حيث إن هذا النهج يتطلب مجموعة اللاعبين الذين يتحركون بشكلٍ مستمر مع تبادل المراكز بين اللاعبين وبسرعة. هذه المدرسة هي التي جعلت إسبانيا تفوز بكأس العالم الأخيرة بعد أن غذت المنتخب الإسباني بأهم ثمانية لاعبين في تشكيلته.
طموحنا دائما الوصول لكأس العالم ونيل شرف المشاركة دون أن نتساءل ''متى سننافس على كأس العالم؟، بعد 50 عاما مثلا؟، أو 100 عام؟، أم أننا في ذلك الوقت لا نزال نحلم بالتأهل؟.
مشكلة لاعبينا في رؤوسهم أكثر من أقدامهم، ومن يتمعن في أداء بعض اللاعبين في مباراة هونج كونج الأخيرة، وطريقة تصرفهم بالكرة يعرف بما لا يدع مجالا للشك أن اللاعب السعودي يعيش أزمة فكر وقصور في مفهوم المعنى الحقيقي للعمل الجماعي، والمنافسة، وروح الانتصار ورفض الهزيمة.
كل هذه التساؤلات قد نستطيع الإجابة عليها بعد إنشاء أكاديميات في جميع المناطق يشرف عليها خبراء وكشافون وتربويون، أما غير ذلك فسنظل نحلم ونحلم، ونحلم!.
نقطة توقف
- التأخر في حسم قضية الرشوة التي اتهمت فيها أطراف وحداوية وأهلاوية له تفسيران: إما أن الاتحاد السعودي يعلم نتيجة التحقيق، وينتظر قرار المحكمة الدولية كي تبقى قضية الرشوة ورقته الرابحة؟، أم أن اللجان فشلت في التوصل لخيوط القضية وهي سهلة جدا إذا ما سلمت للجهات الأمنية المتخصصة التي ستقدم النتائج خلال أيام فقط.
- فوز الهلال ببطولة الدوري دون هزيمة هو عامل محفز لأي لاعب أجنبي جديد خصوصا إذا ما كان ذا سمعة جيدة لأنه من الصعب أن يرضى بالهزيمة في الدوري القادم.
- سيبقى النصر على حاله في ظل التعاقدات الأخيرة، فلا المدرب ولا اللاعب الأجنبي أرضيا الشارع النصراوي.. والله يستر.
- لا أدري ماذا يستفيد أحمد الشمراني من محاولة إشعال فتيل الكراهية بين ناديين كبيرين كالهلال والأهلي، ومحاولاته الزج باسم الأهلي ورجاله عندما يتعرض للهلال.
- لا ينبغي أن تثق بالآخرين من أجل منافسة عادلة!!.