الحرب على «أشباه النجوم»

يبدو أن أندية زين أصبحت معنية بالشفافية والصراحة التامة، فلم تعد أساليب المجاملة مجدية مع من يظنون أنهم نجوم بالفعل، ولا سيما أنها تدفع الغالي والنفيس من أجل الارتقاء بأنديتها، ولديها جماهير عاشقة لا مجال للصبر لديها، بل تبحث عن الإنجازات، وترفع شعار الأفعال لا الأقوال، لذا وجدت إدارات الأندية أنها محاصرة من أنصارها، فأعلنت حربها على لاعبين لهم شعبيتهم الجارفة وجماهيريتهم الطاغية.
ياسر القحطاني، سعد الحارثي، مالك معاذ، وعيسى المحياني.. أمثلة واقعية لنجوم وقعوا ضحية لهالة إعلامية صاحبتهم، وأصبحوا في مرمى النقد، وظلوا حديث إداراتهم ووسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، فكيف تجرأت الأندية على هؤلاء اللاعبين؟ ولماذا أشرعت سهام النقد على "ربيع" نجوميتهم؟ وهل يستحقون المبالغ الخيالية أثناء استقطابهم أو تجديد عقودهم؟ وما سر الصمت المطبق من هؤلاء اللاعبين؟
في تصوري شروط النجومية لا يمكن أن تتحقق لمن يغيب مدة طويلة عن استعادة مستواه، ولا تتوافر فيمن يمضي السنوات تلو السنوات دون أن يحقق لقب هداف الدوري، وكذلك من المستحيل أن تصبح صفة النجومية ملازمة للاعبين استسلموا لمنتقديهم، وكان أكبر همهم استغلال أي هدف يسجلونه - ولو كان شهريا - بالانتقام ممن سل سيف النقد عليهم أمام الكاميرا بـ"الإشارات اليدوية"، وهذا أضعف درجات الانتقام!
هذه هي النجومية المصطنعة أو هؤلاء بالأحرى هم أشباه النجوم، الذين أجبروا إدارات الأندية على أن تصدع على الملأ باستغنائها عنهم، أو إعطائهم الضوء الأخضر للانتقال أو الإعارة حتى لو كان بـ "التسويق الشبكي"، ويحسب لإدارة الأهلي أنها أول من سنت نهجا رائعا سارت عليه أندية أخرى، فأحالت مالك معاذ للتقاعد، بالتدرب عصرا مع الرديف، وجلبت مهاجمين أجنبيين ذاقت معهما طعم البطولات أخيرا.
في المقابل سار الهلال والنصر على درب قلعة الكؤوس، والحكمة المشهورة أعيدها بتصرف " من سار على الدرب سيصل"، وهذا ما يتمناه ويخطط له الهلال الذي يبحث منذ سنوات عن العالمية، وكذلك النصر المتلهف للعودة إلى البطولات، فكلاهما يحس بالعقم الهجومي، وعلى هذا الأساس، تعاقد الأول مع المهاجم المغربي يوسف العربي، ويبحث عن آخر، أما الآخر ففي طور البحث، وكان الله في عون منتخبنا الوطني الذي عليه أن ينتظر بزوغ نجم حقيقي لا ورقي، أو يعتمد على هزازي بعد إصابته، أو على ناصر الشمراني الذي يبرز محليا ويختفي دوليا!.
إنني أدرك أن نهر النجوم على وشك النفاد، ليس في كرتنا فحسب، بل في العالم أجمع، ولعل أكبر دليل على ذلك خروج الأرجنتين والبرازيل من "كوبا أميركا"، كما أنه ليس باستطاعتنا تعويض غياب نجوم حقيقيين بحجم النجم الكبير ماجد عبد الله، لكن يجب ألا ننكر أن لاعبينا استسلموا للفلاشات والدعايات التجارية، وركنوا للعقود المبالغ فيها، ولم يطورو مستوياتهم، ودخلوا في صراع مع منتقديهم، ولم يكونوا عند حسن ظن من راهن عليهم، إضافة إلى أن الأندية لم يعد لديها مدربون يصقلون المواهب بمكانة بروشتش، أو كشافون كما كان في السابق، ولكيلا نكون قاسين في الطرح فإنني أقترح على الأندية ألا تجعل هؤلاء اللاعبين خارج حساباتها تماما، بل عليها أن تمسك عصا "أشباه النجوم" من المنتصف، وذلك بمنحهم فرصة أخيرة ولو كبدلاء، فالدوري شاق وطويل، ومسابقاتنا كما تعلمون كثيرة، والأجانب قد يتعرضون للإيقاف أو الإصابة، ولعل ذلك يكون دافعا لتحفيزهم من جديد.

مداد بإيجاز
- النجم فورلان مهاجم الأوروجواي المخضرم وأفضل لاعب في كأس العالم الأخيرة أسهم بخبرته في تخطي الأرجنتين، والوصول بفريقه لدور الأربعة في "كوبا أميركا"، وهكذا هم النجوم الحقيقيون.
- خالد الغامدي استغل ثغرة من ثغرات لائحة الاحتراف، فغادر إلى سويسرا، طمعا في كوبري، لكن اللجنة حفظت حقوق النادي الذي رفض عودته، وعاقبت اللاعب بأثر رجعي، فمن ينصفه؟
- أخطأت إدارة النصر عندما تعاقدت مع خوان مارسير الأرجنتيني في مركز المحور، فالنصر لا يعاني في هذه الخانة، كما أن اللاعب كبير في السن!
- سيدفع الهلال ثمن الاستغناء عن "ويلي" فيما لو تم بيعه للنادي الإماراتي.
- سيبدأ الموسم الجديد والوحدة لم تستعد.. السؤال المهم: ما مصير القادسية لو كسب فرسان مكة القضية؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي