ابن همام وأبناء «فيفا»
أن يكون محمد بن همام يمتلك الطموح والثقة بالنفس من أجل الوصول إلى كرسي إمبراطورية "فيفا"، فهذا الأمر يحسب له لا عليه ويجعله من الأسماء العالمية المهمة، ولكن سوف تكون صورته أمام العالم أكثر جمالا لو كان ملفه الانتخابي وطرق تسييره تمت بوضوح أكثر من غير لعب أدوار أخرى تضعف من موقفه أمام أبناء "فيفا".
ما حصل له شيء لا أحد يتمنى حدوثه على الأقل نحن الخليجيين، والأكيد أن نجاحه وتبوء زمام كرة العالم أمر يدعو للفخر والاعتزاز لكونه واحدا من هذه الجزيرة العربية، وبالمقابل ما حصل له أمر محزن يجعل الغالبية من المتابعين يبحثون عن إجابات لأسئلة إبعاده، وهل ما حصل له مجرد اشتباه وشكوك أم هناك (خلف الأكمة) أشياء أخرى؟
وعلى الجانب الآخر لم أجد تفسيرا لثورة وغضب جوزيف بلاتر إلا بتشبيه حالته الأخيرة ببعض حكام العرب (بتشبثهم) بكرسي الرئاسة ومقدرتهم على قمع الكل من أجل أنفسهم، غير مبال بكلامه السابق وإعلانه عدم الترشح لأكثر من (فترتين انتخابيتين)، ومن الممكن أن وجوده الكثير في بعض الدول العربية تسبب له في استنساخ فكرهم والمشي بسياسة النسيان، حتى أن الغرب غضب من عمله واستغرب طريقته في تسيير أمور "فيفا"، وفوجئوا بتهم الفساد الكثيرة الذي ضربت مبني "فيفا" الجميل للناظرين خارجيا، ولكن من الداخل قد يتغير هذا الجمال.
ما جعل الأصداء الخارجة من أروقة انتخابات "فيفا" تكون حديث العالم وزعماء العالم، هو ما تحمل هذه اللعبة من أهمية ومقدرة على تقريب الشعوب، وما لها من أدوار في (تسييس) قرارات تتخذ من قبل زعماء العالم لا يستطيعون القيام بها إلا من خلال كرة القدم، ولأنهم يهتمون بكل ما يجلب لشعوبهم السعادة والبهجة، فهؤلاء حريصون على جعلها بأفضل صورة ومهتمون بها (قولا وفعلا)، ووفروا لها المبالغ الطائلة للصرف على تطوير كرتهم وجعلها من أهم الأولويات لعملهم.
أما هنا فما زالت كرتنا تحتاج أولا إلى الاعتراف بأهميتها قولا وعملا، ومن ثم يكون لنا الحق في الانضمام إلى كل من وقف في وجه جوزيف بلاتر شأن الآخرين العارفين بمدى قوة كرة القدم.
خاتمة
دفن المهرج ابنه الوحيد ثم صعد إلى المسرح .. ضحك الجمهور..
نفض المهرج يديه من التراب .. ضحك الجمهور أكثر ..
انفجر المهرج باكيا .. تعالت الضحكات في كل مكان ..
سقط المهرج ميتا على المسرح .. وقف الجمهور يصفق بحرارة...
سمير مرتضى