جيل ماجد أم جيل اللجان؟
تحدث النجم الكبير ماجد عبد الله خلال حواره مع صحيفة "عكاظ" عن قضايا متعددة، أبدى فيها وجهة نظره من منطلق خبرة ثرية وتجربة ساطعة ومسيرة ناصعة، ولعل من أبرزها اللجان التطويرية في الكرة السعودية عندما سئل عنها فأجاب بقوله:"التطوير لا يكون في اللجان فحسب، بل في الملعب، وفي السابق لم يكن لدينا مثل هذه اللجان، وكنا نحقق الإنجازات والبطولات، وننافس عليها بشكل قوي، خصوصا الآسيوية".
لقد أيقن ماجد أن اللجان في عهدهم الجميل، وجيلهم اللافت صورية لا تقدم ولا تؤخر، وأنّى لها أن تسرق المتعة الصافية التي كانوا يقدمونها عذبة تنساب عبر لاعبين نسجوا أجمل تاريخهم الذهبي بأحرف من نجوم تلألأت وأضاءت سماء كرتنا بإبداعات قل أن يجود الدهر بمثلها، ولن يجود!
أتفق مع ماجد فيما ذهب إليه، حينما أشار إلى أن الإبداع والمستطيل الأخضر صنوان لا يفترقان، وأن اللجان ينبغي أن تبقى أسيرة المكاتب لا المستطيل الأخضر، فالمهارة والموهبة والخبرة والقيادة ينبغي تكريسها لخدمة المنتخب، وتجييرها لمصلحة النادي، بعيدا عن إشغال ذهن المنظومة الكروية من لاعبين وجهاز فني وإداري بما يزيد الاحتقان ويشوش الفكر، لكنني أختلف مع قائد الأخضر السابق في نقطة محورية ومهمة، فالجيل الذي يقودنا الآن لم تتوافر فيه شروط نجومية وإبداع وروح أسلافهم، الأمر الذي أثر كثيرا في كرتنا، وخير دليل يرجّح هذه الرؤية، ويدعم هذه النظرة ترنح الأخضر وسوء نتائجه في السنوات الماضية، إضافة إلى سقوطه المخجل في كأس آسيا في البطولة المقامة في قطر مطلع هذا العام، ومغادرة ثلاثة فرق دور الـ 16 الآسيوي الشهر الماضي.
لقد فقدت الكرة السعودية بريقها، وتنازلت عن تألقها، وسلمت عنان الكرة، وزمام التفوق لمنتخبات شرق آسيا وفرقها، وليت الأمر وقف عند ذلك، لكن المصيبة الكبيرة، والمشكلة المستعصية تكمن عندما يرتبط جيل متباين النجومية والإبداع والموهبة والروح بلجان تعمقت بصورة مباشرة أو غير مباشرة في بث ارتباكها، والمجاهرة بسطحيتها، وإعلان تخبطاتها على الملأ، والتوقيع على عدم إلمامها باللوائح لتنافس اللاعبين، بل تشغلهم عن التركيز في بطولاتهم، ولعل ما يؤيد ذلك انشغال لاعبي الأهلي والشباب والنصر والوحدة والتعاون ونجران والفيصلي بقضاياهم واحتجاجاتهم التي نعمت بنوم هانئ وسبات عميق في أروقة لجاننا الموقرة، بل ليت الأمر توقف عند ذلك فحسب، وإنما تجاوزه لدرجة أن هذه الأندية سلت سيوفها القانونية، كي تتابع شعث تلك القضايا في دهاليز "فيفا"، وأركان"الآسيوي" اللذين زدناهما هما على هم، بدلا من التركيز على لعبة الانتخابات التي انتهت أخيرا، والأخطر ما سيقدم عليه الشباب حينما يكون الاتحاد السعودي خصمه في ساحات المحكمة الرياضية، وكأن لسان حال اتحادنا يردد:
أعلّمه اللوائح كل يوم فلما اشتد ساعده شكاني
ولما شعر بعض رؤساء الأندية وبعض أعضاء الشرف، بامتداد نار هذه اللجان وتأثيرها في أنديتهم بادروا بتكثيف الجرعات الوقائية لعزل اللاعبين عما يدور حولها، وضرورة تجنب التفكير فيها، مؤكدين أهمية التركيز على ما تبقى من منافسات مهمة.
لقد بدا واضحا ضعف اللجان، وأسهمت في تشتيت جهود الاتحاد السعودي الذي ما إن ينتهي من أزمة لجنة إلا وتدهمه أزمة أختها الأخرى، ولن يستطيع القضاء على هذه المآزق المتوالية إلا بلجان متفرغة لعملها، خبيرة في مجالها، ملمة بلوائحها، بعيدا عن الازدواجية والتداخل والتأخير.
مداد بإيجاز
- اختيار ماجد عبد الله التوقيت المناسب من عدمه للحديث عن مشاكل النصر لن يقدم أو يؤخر، فالخلل واضح، والمشكلة جلية!
- بقي على أول مشاركة للمنتخب الأول 45 يوما، والمدرب لم يعلن اسمه بعد.. إذن اللاعبون المنضمون للأخضر سيستمرون عامين بلا إجازات!
- لو كان التوقيت عاملا مهما لإدارة النصر لبادرت بإقالة دراجان مبكرا بدلا من تركه يجر الفريق للسقوط.
- المنتخب الأولمبي ليس أحسن حالا من الأول، فعندما لم يعلن اسم المدرب الجديد تم الاكتفاء بتكليف يوسف عنبر في المرحلة الأولى، وربط مصيره برأي مدرب المنتخب الأول الذي لم يعلن بعد!
- ناصر الشمراني هداف دوري زين ثلاث مرات متتالية.. إبداع مع الشباب، واختفاء مع المنتخب.. من يحل هذه المعادلة؟