أيمن راعي «الكورة»

لا أعرف لماذا قفز إلى ذهني بعد أسبوع آسيوي عصف بثلاثة فرق سعودية صديق لي أيام الحارة اسمه أيمن، فقد كان هذا الصديق هو صاحب الكرة المميزة ذات الماركة العالمية، وبالطبع التمرين في الحارة لا يبدأ إلا بحضوره مصطحباً الكرة بين قدميه، نرحب به كثيراً ونثني عليه، فقد كان يلعب على الطرف الأيمن، وكنا نقارنه بسرعة منصور بشير في ذلك الوقت، ونصفه بالغزال لسرعته، رغم أنه لا يتجاوز قطر حركته الـ 5 أمتار وخطواته ثقيلة جداً، وعندما تكون الكرة بين قدميه كثير منا يردد "وين اللي ينتقلون مع الثنيان من مدرج لمدرج أين هم من أيمن" طبعاً هو يكيف ويسيطر على الكرة ليس لمهارته، بل لأنه يملكها حتى الصافرة، هي ملك خاص به، ولا أود أن أتذكر ما كان يفعل الحكم معه وبنا، أعيد: لا أعرف لماذا أتذكر صديقي أيمن وأربط بين حالنا اليوم وفترته الذهبية؟ وللعلم ما زالت تربطني به علاقه أخوة وصداقة حتى الآن، كما أن الفترة استمرت ذهبية لكن الكرة لم تعد ملكه وحده، ويبدو أن الخروج المر لثلاثة فرق سعودية وقبلها منتخبنا آسيوياً جعلني أتذكر ماضينا وأتساءل: لماذا بالغنا واحتفلنا بصعود أربعة فرق سعودية لدور الـ 16، وكأن هذا هو الطموح حتى خيل للبعض أننا نلعب في تصفيات أوروبا مثلاً؟! قلت لبعض الأصدقاء وهم أصحاب ميول مختلفة، ومن بينهم طبعاً أيمن الموهوب، ليت الشباب يقابل النصر والهلال يلاقي الاتحاد، فأزبدوا وصدحوا بصوت واحد: ما عندك سالفة، فقلت الحمد لله أنكم اتفقتم للمرة الأولى حتى ولو بهجوم غير منظم، وحتى لا تعتقد عزيزي القارئ أنني "بياع كلام"، فلقد ذكرت ذلك في الاستديو التحليلي قبل مباراة الاتحاد والهلال لأنني وبواقعية كنت أرى أن تأهل فريقين لربع النهائي شيء جيد، وبالتأكيد ليس إنجازاً كما صور البعض حين تأهلت الفرق الأربعة لدور الـ 16، يا أحبة نحن اليوم أقل من الفرق اليابانية والكورية، بل حتى من سباهان وذوب آهن، وانظروا لنتائج لا تكذب، بعيداً عن شعارات نرددها بأننا الأقوى وأسياد آسيا و"ما أظنك ناسية" وغيرها، يا أصحاب القرار تمعنوا ثم ابدأوا التخطيط والبناء للمستقبل إن أردنا العودة لأمجاد مضت، وإلا ارضوا بالواقع وقولوا هذا شأننا وبكيفنا وافعلوا ما كان يفعله صديقي أيمن ورددوا معه: "الكورة حقتنا"، وحنا أحرار واستمتعوا بالإطراء والإعجاب من مطبلين ومستنفعين، ومعكم كل الحق، ألم نكن نصفق ونطبل لمهارات أيمن وسرعته لأنه "راعي الكورة"؟ و"صاحب الكورة" طبيعي أن يتحكم.
هطرشة
- الهلال الأفضل على مدار الموسم، والاتحاد كان الأكثر حضورا في الاستحقاق الآسيوي فخطف بطاقة التأهل.
- في الفترة الماضية كان الشباب يكتب سطرا ويترك آخر واليوم بات يترك صفحة.
- أسامة المولد، وسعود كريري أهم عناصر التفوق في الاتحاد.
- الشباب والنصر أقل الفرق استفادة من اللاعبين الأجانب.
- أتوقع وصول الأهلي لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.
- مهمة هجر، والأنصار صعبة الموسم المقبل بسبب وجودهما مع فرق تمرست على مثل هذه المنافسات.
- متى تفيق أندية الزلفي من سباتها العميق، وهل يتحرك رجال الأعمال أم ما زالت النظرة دونية للرياضة؟
- المنافسة بدأت من الآن بين التعاون والرائد، فمن سيكسب الجولة خارج الملعب؟
- حضور القانون والقانونيين يجب أن يكون لمصلحة الكرة السعودية، وليس العكس.
- وجود ميسي يضيف لكرة القدم رونقا وجمالا ويرجح كفة أي فريق ليحصد معه كل البطولات.
- الخوض والاجتهاد في اللوائح دون اطلاع قد يشوش على الفرق ولا يخدم المصلحة العامة.
خاتمة
العاقل لا يبطل حقا ولا يحق باطلا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي