متى سيكون التطوع قرارا حكوميا؟
بعد اطلاعي على السريع على جدول أعمال منتدى الغد أحسست بأن المنظمين وفقوا في اختيارهم للموضوعات. الإعلام الجديد والعمل التطوعي هما الموضوعان الرئيسان للمنتدى .. لكن لماذا هي مهمة وفي هذا الوقت بالتحديد؟
تأتي مناقشة موضوع الإعلام الجديد في وقت قد أبهرتنا للتو مدى فاعلية هذه الأدوات في صنع تحركات اجتماعية وثقافية كان من أبرزها بعض الثورات العربية. لا يقتصر دور الإعلام الجديد على تغييرات سياسية، إنما هو في النهاية عبارة عن ''إعلام'' نستطيع استخدامه كيف شئنا لنوصل الرسالة التي نريد ونحصل على النتيجة التي نرغب فيها. ما يميز هذا الإعلام أنه معقد وغير محصور في مؤسسات معينة، لكن باستطاعة كل فرد لديه اتصال بالإنترنت أن يكون بذاته ''مؤسسة إعلامية''، ولو قارنا المؤسسات الإعلامية التقليدية (قناة تلفزيونية كمثال) بفرد عادي يمتلك حسابا على ''الفيسبوك'' لوجدنا الكثير من أوجه التشابه، فالقناة تقوم باختيار مواضيع معينة وتقوم بشراء برامج من شركات أو قنوات أخرى بناء على توجهاتها، ومن ثم بثها للجمهور. والأمر لا يختلف كثيرا، فصاحب حساب ''الفيسبوك'' ينتقي المعلومات والمقالات ومقاطع الفيديو التي تماشي توجهاته ومن ثم يبثها للجمهور. لا يشك أحد في أن لأدوات الإعلام الجديد تأثيرا كبيرا جدا، حيث يستطيع الأفراد اختيار المواضيع التي تحلو لهم وطرحها بكل جرأة، ما يؤثر في أصدقائهم بشكل أكبر بكثير لو كان هذا الطرح عن طريق القناة رسمية نظرا لعامل المعرفة الشخصية أو التأثير العاطفي أحيانا. من هذا المنطلق ينبغي مناقشة كيفية محاولة استخدام هذه الأداة بين الشباب، خصوصا لنشر الأفكار والقيم التي نؤمن بها، والتي تؤدي إلى رقي ونهضة المجتمع والأمة.
أما مناقشة موضوع العمل التطوعي فيبدو لي متأخرا بعض الشيء ولكنه يأتي في وقت حرج يمر به العمل التطوعي. فبعد أن كان العمل التطوعي في الفترة الماضية شعلة من النشاط يجذب الشباب وقامت على أثر ذلك عشرات المجموعات التطوعية، نجد الآن أنه لم يبق على قيد الحياة من تلك المجموعات سوى القليل، وإن كانت تبدو في غرفة العناية المركزة أيضا! قد يكون السبب بعضا من العشوائية في الأهداف والتنظيم، قد يكون عدم تبني الجهات الحكومية هذه المجموعات، لست هنا في مقام تحديد السبب، لكن أترك الأمر للمنتدى، الذي يجب أن يحاول أن يكتشف الخلل ويسعى نحو إعادة إحياء العمل التطوعي. تساؤل أخير وبريء عن العمل التطوعي: كنت أحلم وأنا صغير بأن أتطوع مع الدفاع المدني كما يحصل في بعض الدول! متى سيجيء الوقت الذي يكون التطوع قرارا حكوميا؟!