تدريس اللغة الإنجليزية .. لماذا لا نجرب هذه الطريقة؟
لا يكاد الحوار حول تدريس اللغة الإنجليزية في مدارس المملكة وضعف مخرجاته يتوقف، ففي حين نسمع أصواتا تدعو إلى تدريس اللغة الإنجليزية منذ الصف الأول الابتدائي، نسمع أصواتا أخرى تحذر من تأثير تدريس هذه اللغة في اللغة العربية، ويرى آخرون أن الحل يكمن في تحسين طرق تدريس اللغة الإنجليزية.
صحيفة ''المدينة'' طرحت هذا الموضوع للنقاش، وكان من بين الآراء ما طرحه الدكتور أحمد آل مفرح عضو اللجنة التعليمية في مجلس الشورى والمتخصص في تدريس اللغة الإنجليزية، حيث رأى أن تدريس اللغة الإنجليزية للمرحلتين المتوسطة والابتدائية يعتبر حتى الآن هدراً مادياً وبشرياً وتقنياً لا طائل منه، خاصة أن مخرجاته تكشف عن عدم حصول طلاب وطالبات المرحلتين على الحد الأدنى من المهارات والمعارف، ولهذا يقترح أن يتم إلغاء تدريس اللغة الإنجليزية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة وتخصص حصصهما لتكثيف تعليم اللغة العربية، وأن يتم في المرحلة الثانوية تقليص مواد اللغة العربية ودمجها في منهج واحد وزيادة تكثيف حصص اللغة الإنجليزية، بشرط توفير البيئة التعليمية الجاذبة (صحيفة ''المدينة'' - 8 أبريل الحالي).
لا أحد يجادل في أن حصيلة تدريس اللغة الإنجليزية طوال ست سنوات، في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ضعيفة جداً، بل وأقل من حصيلة من تلقى دورة مكثفة في اللغة الإنجليزية لمدة ستة أشهر، وفي معهد داخل المملكة لا خارجها، وهو أمر يستحق أن يكون محور البحث والعلاج، لا أن يُفكر في تدريس اللغة في مراحل أبكر، وعبر الآليات والأساليب المستخدمة حاليا.
ومشكلة اللغة العربية ليست بعيدة عن اللغة الإنجليزية، فرغم سنوات دراستها الطويلة إلا أن الطالب يتخرج في المرحلة الثانوية، بل في المرحلة الجامعية وهو ينصب الفاعل ويرفع المفعول، ولا يفرق بين اسم كان أو إن وخبرهما، بل لا يعرف كيف يتعامل مع حروف الجر. وحينما يكتب بضعة أسطر تجد من الأخطاء النحوية الشيء الكثير، وكأن ما درسه في مختلف المراحل الدراسية لا علاقة له بما يطبقه على أرض الواقع.
ولهذا فقد يكون الحل الأمثل عقد دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية لمدة ستة أشهر للطلاب والطالبات يتم الالتحاق بها بعد الانتهاء من المرحلة المتوسطة، بحيث تكون هي مقرر اللغة الإنجليزية، ويكون اجتياز هذه الدورة إلزاميا للالتحاق بالمرحلة الثانوية، وفي المرحلة الثانوية يُكتفي بمقررات تهدف إلى تطوير مهارات اللغة، على أن تكون هذه الدورات تحت إدارة وزارة التربية والتعليم، وتحتسب كجزء من مراحل الدراسة، ونكون بذلك قد خففنا من حجم مواد اللغة الإنجليزية لصالح مواد اللغة العربية، وحققنا الهدف المنشود من تدريسها.