استراتيجية إعانة العاطلين
استبشر كثير من السعوديين بعودة خادم الحرمين الشريفين إلى المملكة لقيادة شعبه وأمته، وكما كان يتوقع المواطن السعودي عاد - حفظه الله - ومعه قرارات مفرحة لكثير من السعوديين قد لا يكفي هذا المقال لذكرها كلها، غير أن من أهم القرارات التي شدت انتباهي ولفتت نظري هي الإعانة المزمع إعطاؤها للعاطلين عن العمل، حيث أرى أنها لفتة كريمة منه - حفظه الله - تعين الشخص العاطل على قضاء شؤونه إلى أن يجد وظيفة مناسبة.
وعند النظر في سوق العمل السعودية نجد أنه ما زال هناك بطالة بين أفراد الشعب السعودي قد تستمر لفترة طويلة ما لم يتم إيجاد استراتيجيات موحدة لحل هذه المشكلة. أما إعانة البطالة فكما ذكرت، هي لفتة كريمة لإعانة الشاب السعودي العاطل لمدة مؤقتة يجب بعدها أن يحصل على عمل. وعندما ننظر لتجارب كثير من الدول الأوروبية لإعانة العاطلين نجد أن نتائجها مختلفة بسبب اختلاف طريقة تطبيقها، والشروط التي وضعت لمستحقيها ولذلك أحببت أن أشير إلى بعض النقاط المهمة في هذا الموضوع.
أعتقد أنه من المهم تحديد المستحق الحقيقي لهذه الإعانة، فهي للباحثين عن العمل وليست للكسالى الذين لم يجتهدوا في البحث عن العمل، أو الذين عرضت عليهم وظيفة ولم يعملوا بها، فمن المهم في هذه النقطة تحديد طبيعة الوظيفة التي عرضت على طالب العمل، هل هي مناسبة للشخص أم لا؟، وهل الراتب المعروض مجزٍ (حسب رأي وزارة العمل) للشخص أم لا؟ كذلك دراسة ما هي المدة التي سيتم صرف هذه الإعانة، فمن غير المعقول أن تكون طول العمر. وأعتقد أصعب هذه الشروط هو دراسة حالة الشخص بعد صرف الإعانة، ففي كثير من الدول التي طبقت الإعانة دون تقنينها، أصبح كثير من الأشخاص يأخذ هذه الإعانة ويشتري بها المخدرات والممنوعات وبذلك تزيد من المشكلة، حيث يصعب توظيفه لعدم أهليته للعمل بتاتا.
ولكي تكون هذه الإعانة الكريمة جزءا من حل استراتيجي، أقترح أن يصرف جزء من هذه الإعانة عن طريق توفير دورات لطالبي العمل، يلزم بها طالب العمل، حيث يكون أكثر تأهيلا للحصول على عمل، ويكون في آخر الدورة مشروع البحث عن عمل يقوم من خلاله المتدرب بكتابة خطة أو جدول عن كيف سيقوم بالبحث عن وظيفة، وما الجهات التي سيقدم عليها، أما الجزء الآخر من الإعانة فيتم صرف مبلغ مادي للعاطل ليساعده في تدبير شؤونه مؤقتا، وتدفع الإعانة فقط للمواظبين على حضور الدورات لضمان جدية البحث عن وظيفة.