السكة طويلة بشكل!
أعترف في البداية بأنني لست "خبيرا دوليا" يستشيرني الـ "فيفا"، ولا حتى اتحاد التاريخ والإحصاء، وبما أنه لا صوت يعلو على صوت التحكيم هذه الأيام على المستوى المحلي فإنني أعلن أني مللت مشاهدة مباريات الدوري المحلي، لسبب بسيط جدا وهو أنني اكتشفت أن جزءا من وقتي الذي أخصصه لأشاهد مباراة كرة قدم وهو 90 دقيقة أشاهد فيه مباراة لمدة 45 دقيقة "متقطعة" أما الوقت المتبقي فلا أستغله فيما قد يفديني.
لقد مللنا مشاهدة مباريات يتساقط فيها اللاعبون لإضاعة الوقت وقتل اللعب، ولأننا مبدعون ومتفوقون على الأوروبيين واللاتينيين وحتى الشرق آسيويين في هذه الظاهرة فقط، فإنني أقترح ـــ من واقع خبرة هذه المرة ـــ وكمتابع يعاني الاكتئاب من جراء متابعة مبارياتنا المحلية، عددا من التغييرات في قانون لعبة كرة القدم، حتى لو اضطررت إلى الاستعانة بأحد أعضاء الاتحاد الدولي السعوديين، عفوا! هل قلت السعوديين؟ أقصد الإخوة العرب، من أجل إيصال صوتي لـ "فيفا"، لذا أردت لملاحظاتي أن تتناول قواعد اللعبة بشكل عام بعد أن أصبح "فيفا" يحكمها بسياسة الديناصورات المنقرضة، فهناك رفض كامل لأي تطوير بحجة أنه يتعارض مع طبيعة اللعبة، لكنى أعتقد أن الزمن والتطور التكنولوجي لن يسمح بالاستمرار في هذه السياسة.
أولى خطوات التطوير اللازمة، في تقديري، هي السماح للحكام باستخدام شاشات فيديو لمراجعة بعض قراراتهم الحاسمة وتغييرها إن كانت خاطئة. ويمكن الاستفادة هنا من قواعد كرة القدم الأمريكية، حيث يسمح لمدرب كل فريق بعدد محدد من الاعتراضات، ويقوم الحكم ومساعدوه بالذهاب إلى شاشات تم عزلها بجوار الملعب لمراجعة صور اللعبة من كل الزوايا ثم يعودون بقرارهم النهائي، إما باستمرار قرارهم السابق وإما بتغييره، وفي هذه الحالة لا يتم خصم عدد مرات الاعتراض المتبقية للفريق.
إننا كثيرا ما نسمع أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة وما فيها من إثارة، ولكن هذا لم يعد ممكنا القبول به، ليس فقط لتنافيه مع قواعد العدالة، ولكن لأن التصوير التلفزيوني الآن يفضح هذه الأخطاء للجميع ويترك إحساسا بالمرارة واتهامات غير مبررة للحكم الذي لم يتمكن مثلنا من مشاهدة ما حدث من كل الزوايا.
أما الأمر الآخر الضروري لتطوير اللعبة فهو أن يحتسب فقط وقت اللعب بالكرة مثلما يحدث فى كرة السلة وغيرها، والهدف هو القضاء نهائيا على ظاهرة تضييع الوقت، فالوقت الضائع الذي يحتسبه الحكم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون منصفا، خصوصا على المستوى المحلي.
أما التضييع الحقيقي فلا يشعر به أحد، لقد استخدمت تقنية الإعادة لإحدى المباريات، واكتشفت أن الوقت الذي مر بين احتساب ضربة حرة مباشرة وبين تسديدها وصل إلى دقيقتين و20 ثانية، والمدهش أنه وقت محتسب (قانونا) ضمن المباراة التي لا تتجاوز فترة اللعب الحقيقية فيها 30 أو 40 دقيقة.
فلماذا لا يتم اختزال زمن المباراة إلى 40 دقيقة على شوطين مع استخدام "ستوب ووتش"؟ إننا بعدها لن نرى تلك الصور الهزلية للاعب "يتلوى" بسبب إصابة وهمية، أو حارس يجرى لاستعادة الكرة على طريقة سعيد صالح في مدرسة المشاغبين "ياه .. السكة طويلة بشكل"!