صور تغزو المساجد

قد يستغرب الذي يقرأ العنوان الذي يتحدث عن صور تغزو المساجد، وربما كان هناك تساؤل: هل هناك صور تغزو المساجد؟ فأقول نعم، ولن أكون متشددا في هذا أو مفتيا، بل سأنقل وجهة نظر لعل الله ينفع بها من يقرؤها. إن حديثي سيكون في هذه المساحة عن بعض الصور التي تتصدر فانيلات بعض الشباب الذي هو في واقع الأمر يحب الخير وتربى عليه في هذه البلاد المعطاءة، ويرغب في الأجر من الله ويحب دينه، وإلا لما قدم إلى المسجد رغبة في أداء الصلاة جماعة في المسجد وهو يحمل على صدره صورا كبيرة لبعض المشاهير في العالم من لاعبين وفنانين وغيرهم وهو معجب بهم ـــ ولا أتدخل في هذا ـــ وإن كان العلماء ينصحون بعدم وضعها على صدورهم. وفي النهاية هذا شأن خاص به لا أحد يستطيع أن يجبره على خلعه ما لم يكن مقتنعا بذلك. وأعود إلى الحضور بتلك الصور إلى المسجد على فانيلات أولئك، فأقول إنه من باب حسن الظن بهم وهم مقدمون على الخير ورغبة فيه، فإن ما يحدث ربما كان بداعي الجهل بحرمة إدخالها إلى المسجد، أو ربما ضاق عليه الوقت وخشي أن تفوته الصلاة، فحضر مسرعا وهو يلبس تلك الفانيلات التي عليها صور، ولا بد ـــ كما ذكرت آنفا ـــ أن نحسن الظن بهذا الابن أو الأخ الذي جاء إلى المسجد، ولكن لا بد أن نوضح لمثل هؤلاء أن الهيئة التي جاء بها لا يليق للمسلم أن يأتي بها إلى المسجد، لكن يبقى حب الدين والحرص على أداء الصلاة هو سبب التسرع في الذهاب بها إلى بيوت الله ـــ ولا نشك في ذلك ـــ لكن كما هو معلوم فإن المساجد لها مكانتها، وليس من اللائق أن تكون تلك الصور داخلها، وفي الجانب الآخر هناك آخرون يأتون بها دون اكتراث منهم رغم النصح لهم من قبل آخرين، ومع ذلك لا يجد من يحمل تلك الصور شيئاً من الحرج في ارتدائها والذهاب بها إلى المسجد.
وما يهمني إزاء هذا الأمر في المقام الأول عدم الدخول بها إلى المساجد التي تحضر فيها الملائكة وتصطف وتدعو للمصلين.

التوعية مطلوبة
ومثل هذه الحالات التي وجدت لدى بعض الإخوة تحتاج إلى التوجيه من قبل الدعاة وأئمة المساجد، لأن هذه الصور تدخل المساجد دون معرفة من أصحابها ـــ ربما ـــ بالحكم الشرعي، ويمكن الاستعانة بالدعاة من خلال مكاتب الجاليات إذا كان الأشخاص المراد توعيتهم لا يتحدثون العربية وهم مسلمون .. ومن هذا يتضح أن المشاركة لا تقتصر على إمام المسجد فقط، بل أيضا على من يمكنهم القيام بالتوجيه بشكل فردي أو جماعي، وهذا يجعل لجماعة المسجد دورا كبيرا في توعية الشباب والإخوة من الوقوع في هذه الأخطاء التي شاعت من قبل، وأخيراً بشكل أكبر، حتى تشمل هذه التوعية، التي يجب أن تكون شاملة، ما يحتاج إليه هؤلاء المسلمون لأمور دينهم والسير على الطريق الصحيح الذي يبعدهم عن مثل هذه الأخطاء غير المقصودة.. نسأل الله لنا وللجميع التوفيق، إنه سميع مجيب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي