البطالة والفقر في المجتمعات العربية

تحدثنا في المقالة السابقة عن قمة شرم الشيخ العربية الاقتصادية التي انعقدت بمصر في 19/1/2011م، والتي تهدف إلى مناقشة أهم الموضوعات التي تتعلق بالاقتصاد والتنمية والشأن الاجتماعي في الدول العربية، والسبب في التطرق لهذا الموضوع الحيوي أن لهذا الشأن علاقة مباشرة بما أكتب عنه هذه الأيام - كما يعلم القراء الأعزاء - وهو العهد الدولي لحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد أشرت في المقال السابق أن 40 في المائة من العرب يعيشون على أقل من 2.75 دولار يومياً، وأن هناك دولاً عربية تعاني العجز في الوفاء بالحد الأدنى للمستوى التنموي المقبول، وأن استمرار هذا المستوى سبب ويسبب الجوع والفاقة ممما يضطر الناس إلى الاحتجاج والشكاوى، وأوصى المنتدى المدني الذي عقد على هامش القمة المذكورة بضرورة قيام الدول العربية بالاهتمام بسياسات التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفقر وعدالة توزيع الموارد في المجتمعات العربية والتركيز على الاهتمام بالإنسان العربي وإعطائه الأولوية في السياسات التي ترسمها الدول المذكورة مع دعم وتمويل منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي، وكان مجلس الشورى قد ناقش منذ مدة طويلة تفعيل مؤسسات المجتمع المدني في المملكة.
حديث السفيرة سيما بحوث عن التنمية
ومما هو جدير بالإشارة إليه مما دار في منتدى المجتمع المدني المشار إليه حسبما ورد في الملحق الاقتصادي لجريدة (الرياض) في 19/1/2011م أن السفيرة سيما بحوث الأمين المساعد للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية أكدت بضرورة اهتمام القادة العرب بدعم دور المجتمع المدني في خدمة أهداف التنمية، وأشارت في حديثها إلى قمة الكويت الاقتصادية التنموية في عام 2009م، التي كانت نقطة الانطلاق وتطورا نوعيا كبيرا في الاهتمام بدور المجتمع المدني كشريك رئيس في عمليات التنمية وضرورة تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأكدت السفيرة بحوث زيادة معدلات الفقر والبطالة وتدهور أوضاع المواطنين وتراجع معدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة وهجرة العقول العربية وضعف البيئة التحتية في كثير من الدول العربية وعدم مراعاة العدالة والإنصاف في توزيع عائدات المجتمع كل ذلك يمثل صعوبات وتحديات أمام المجتمعات العربية وتحتاج إلى تضافر الجهود من الدول والمجتمع، وبشرت السفيرة بحوث أن هناك إنجازات تحققت بالفعل في قمة الكويت المذكورة في عدد من المشروعات التنموية التي نوقشت وأقرت في القمة المذكورة، ولكن رغم ذلك فهناك عدد من المشروعات التي مازالت تعاني التباطؤ في معدلات الإنجاز، وأكدت أهمية تدريب وتأهيل العاملين في قطاعات المجتمع المدني والاهتمام بتمويل قطاعات المجتمع المدني ليكون فعالاً ومنتجاً، وأشارت إلى تحقيق المساواة بين الجنسين ومواجهة العنف ضد المرأة والاهتمام بصحتها وصحة الأمهات لتخفيض عدد الوفيات، وأبرزت السفيرة أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية ما زال يشكل العائق الرئيس لعمليات التنمية في الوطن، وقد تسبب ذلك الاحتلال البغيض في تعطيل جهود التنمية لعدة عقود، وفي الحلقة القادمة (161) نشير إلى ملاحظات مروان سمرا مستشار السياسات الاجتماعية بالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عن الفقر والبطالة في المجتمعات العربية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي