الطلاق المبكر .. لماذا؟!

في الماضي كان الطلاق لا يأتي مبكراً، وكان يتم لأسباب جوهرية تعوق استمرار الحياة الزوجية، وكان لا يحدث في السنوات الأولى من الزواج خوفاً على سمعة الزوجة، ولذلك كانت الحياة الزوجية تستمر سنوات طويلة، ولا يأتي الطلاق إلا بعد مرور أكثر من عشر سنوات.
أما الظاهرة الجديدة التي طرأت على مؤسسة الزواج، فهي أن الطلاق يأتي مبكراً جداً لدرجة أن بعض الزواجات لا تستمر أكثر من عام واحد فقط.
حول أسباب هذه الظاهرة الجديدة وطرق علاجها، يرجع بعض علماء الاجتماع ظاهرة الطلاق المبكر إلى أنها نتيجة طبيعية للزواج المبكر بين صغار السن، كحالات الزواج التي تتم بين طلاب الجامعات وحالات الزواج العرفي، وإلى أن الزواج في السنوات الأولى للقرن الـ 21 لا يعتمد كثيراً على التكافؤ وتقارب المستويات والعقليات والأخلاقيات، وأصبح يعتمد أكثر على توافر الإمكانات المادية، وبذلك تتم نسبة كبيرة من الزواجات لا تتوافر فيها الشروط الصحية للزواج، وبالتالي لا تستمر طويلاً.
وهناك حالات زواج أخرى تتم في أوساط لديها الوفرة المادية بالشكل الذي يتيح لهم زواج الأبناء بناء على رغبة الأهل لتحقيق مصالح مشتركة، ومثل هذه الزواجات بالطبع لا تقوم على أساس قوي، وبالتالي تفشل سريعاً.
وفي رأي خبراء علم النفس الاجتماعي أنه مع تنوع دوافع الزواج يظل هدفه التفاهم والتراضي لمقاومة المشاكل التي تعترضه، مثل الزواج التقليدي الذي أصبح غير مجد في وقتنا الحاضر، ومثل الزواج المبني على المصالح المادية، وأيضاً في سن صغيرة، مثل مرحلة النضج العقلي للزوجين التي تبدأ في سن الـ 25.
وتوافر النضج النفسي لدى الزوجين يعد في غاية الأهمية لاستمرار الحياة الزوجية في مجتمعات أصبحت شديدة التعقيد، وتحتوي في داخلها على قلق وتوتر وضغوط، وغالباً ما ينتج عن الزواج في سن مبكرة, يفتقد فيها الزوجان قدرا معقولا من النضج النفسي، طلاق مبكر.
ذاكر كل هذا إذا كنت مقبلا على الزواج .. وقد أعذر من ذكَّر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي