سيول جدة.. تأمين السيارات في حالة طوارئ
أعلن عدد من شركات التأمين حالة الطوارئ في مراكز تعويضات السيارات لاستقبال طلبات التعويضات من أصحاب المركبات المتضررة جراء السيول التي غمرت مدينة جدة، والتي تسببت في وقوع عشر وفيات وتلف مئات السيارات، إضافة إلى تضرر عدد كبير من المنشآت وفقا لآخر الإحصاءات التي أعلن عنها الدفاع المدني.
#2#
وأكد لـ "الاقتصادية" عبد العزيز أبو السعود عضو اللجنة الوطنية للتأمين في مجلس الغرف السعودية، أن معظم شركات التأمين العاملة في السوق السعودية لا تغطي أخطار السيول في وثائقها المتعلقة بالتأمين الشامل على السيارات لأنه اختياري ولا يتم إلا ـ باستثناءات ـ أي بدفع المؤمن مبلغا إضافيا على التغطية ويتم إدراج هذا البند في عقد التأمين الذي يتم إبرامه بين الطرفين.
وقال أبو السعود ـ وهو مدير عام لمجموعة الموارد للتأمين ـ إن النسبة العظمى من المؤمنين على سياراتهم لا يفضلون الدخول في هذه الاستثناءات رغبة في تقليص قيمة القسط التأميني، وإن كنا قد لاحظنا شركات تأجير السيارات تحديدا خاصة في مدينة جدة أصبحت تحرص على هذا النوع من التأمين خاصة بعد كارثة السيول التي اجتاحت المنطقة في 2009".
ويشكل التأمين ضد الغير أو (التأمين الإلزامي) أكثر من 90 في المائة من حملة وثائق التأمين على السيارات في السعودية ولا يشمل هذا النوع من التأمين أضرار السيول ضمن التغطية التي توفرها الوثيقة، الأمر الذي يقلل من خطورة تضرر شركات التأمين.
وتعتمد التعويضات التأمينية الخاصة بالسيول والأمطار في السوق السعودية على نوعين من الوثائق التأمينية التي تصدرها شركات التأمين، فهناك وثائق تحتوي على تغطية الأمطار والسيول "التأمين الشامل" على السيارات وتغطي الكوارث الطبيعية مثل الأمطار والبرد والفيضانات (لكن باستثناءات)، والنوع الثاني تقدمه شركة واحدة وهي شركة التعاونية للتأمين ويستفيد منه حملة وثائق "سند لتأمين مسؤولية المركبات" الحاصلون على التغطية الإضافية ضد أضرار البرد والفيضانات الناتجة عن الأمطار والسيول والتي طرحتها التعاونية بقسط إضافي قدره 50 ريالاً فقط وتوفر تعويضاً يصل إلى 20 ألف ريال كحد أقصى للمركبة الواحدة إذا تعرضت لأضرار ناتجة عن الأمطار والسيول.
#3#
وهنا أكد لـ "الاقتصادية" هشام محمد الشريف نائب الرئيس التنفيذي للسيارات في شركة التعاونية للتأمين، أن الأمطار التي اجتاحت مدينة جدة يوم الأربعاء الماضي تسببت في أضرار بالغة لعدد كبير من السيارات، متوقعا أن يكون حجم المطالبات عن المركبات المؤمن عليها لدى "التعاونية" أكبر من تلك التي تم التعامل معها في حوادث السيول التي ضربت جدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 والتي وصلت إلى 15 مليون ريال.
وقال الشريف: "بالنسبة لنا في التعاونية الصورة لم تتضح حتى الآن نظراً لأن التقدم بالمطالبة يستغرق أسبوعاً على الأقل من تاريخ وقوع الحادث لحين التنسيق مع الجهات الحكومية وإعداد التقارير اللازمة"، لكنه أشار إلى أن شركته قامت بإعلان حالة الطوارئ في مركز تعويضات السيارات في جدة ورفعت درجة الاستعداد للتعامل مع تلك المطالبات وذلك بتمديد ساعات العمل إلى يومي الخميس والجمعة.
وتابع: "نركز حالياً على تسهيل التواصل مع العملاء من خلال إعداد آليات الاتصال اللازمة لتسهيل عملية الإبلاغ عن الحوادث والأضرار التي وقعت لمركباتهم ومن ثم فهم حجم هذه الأضرار والعمل على تسويتها في أسرع وقت ممكن". وزاد: "نحن نتواصل أيضاً مع الدفاع المدني والمرور فيما يتعلق بكيفية إعداد التقارير المطلوبة لصرف التعويضات".
وذكر الشريف أن التعويضات عن أضرار السيول سوف يستفيد منها أصحاب المركبات الذين لديهم وثائق "التأمين الشامل" من التعاونية، حيث يتم توفيرها ضمن التغطية الأساسية للوثيقة، كما يستفيد منها أيضاً حملة وثائق "سند لتأمين مسؤولية المركبات" الحاصلون على التغطية الإضافية ضد أضرار البرد والفيضانات الناتجة عن الأمطار والسيول والتي طرحتها التعاونية منذ شهرين لأول مرة في المملكة بقسط إضافي قدره 50 ريالاً فقط وتوفر تعويضاً يصل إلى 20 ألف ريال كحد أقصى للمركبة الواحدة إذا تعرضت لأضرار ناتجة عن الأمطار والسيول.
وأشار نائب الرئيس التنفيذي للسيارات في شركة التعاونية للتأمين إلى أن الشركة تقف حالياً موقف المساند الكامل لعملائها في هذا الظرف الصعب وهي على استعداد تام للوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها المستحقين للتعويض.
وفي سياق آخر نبه عاملون في شركات تأمين إلى شركاتهم دائما ما تتوخى الحيطة والحذر ولا تجازف في التأمين على الكثير من المنشآت التجارية والمستودعات التي تقع في أماكن تحفها المخاطر كونها موجودة في مواقع عادة ما تكون الأكثر تضرراً سواء من التعرض للحرائق أو جراء مياه الأمطار، وذلك رغم أن حجم الأمطار لا يكون كبيراً إلا أن بعض المناطق لا تتوافر فيها الاستعدادات الكافية لدرء هذه المخاطر، مما يجعل الكثير من شركات التأمين تتردد كثيراً في التأمين لهذه المناطق.