كيف تختار موظفا ناجحا؟

إن من أهم العناصر التي تقوم عليها الشركات هو العنصر البشري، فهذا العنصر هو الذي يقود بقية أطراف المعادلة لتحقق الشركات أهدافها. فالمكون المادي والخطط والتقنية والأنظمة كلها لا تتم الاستفادة منها ما لم تتوافر الطاقة البشرية الفاعلة والتي تستطيع استغلال جميع هذه الموارد وتحولها إلى نتائج ملموسة.
في كثير من الشركات المتنافسة في قطاع معين، نجد أنها تمتلك المقومات المادية، والتقنية والفنية نفسها، غير أننا عندما نبحث في سبب تفوق شركة على أخرى في القطاع نفسه، نجد أن العنصر البشري هو المفصل والمحك في عملية تفوق شركة على أخرى سواء من الناحية الإدارية أو من الناحية الفنية للموظفين، فقد تكون فكرة خلاقة تزيد من مبيعات الشركة، أو طريقة جديدة يبتكرها موظف تقلل من التكاليف، أو عملية إدارية تزيد من كفاءة العمل. ويبقى السؤال الأهم: كيف أختار وأوظف الشخص الذي يزيد من كفاءة العمل؟
لعل أهم عامل من عوامل تقييم الموظف الجديد هو الإنجازات السابقة وطبيعة الخبرة التي اكتسبها في عمله السابق، وهذه في وجهة نظري أهم من كل الشهادات الأكاديمية بالنسبة للشركات. فمن يملك خبرة محددة في مجال معين هو أقدر شخص على تطبيقها في الشركة الجديدة، والمهم هنا هو ليس عدد سنوات الخبرة، ولكن الأهم نوعية الخبرة، ونوعية المشكلات التي مر بها وطبيعة الإنجازات التي حققها وطبيعة الشركات التي عمل فيها.
العامل الثاني المؤثر في اختيار الموظف هو الشهادات العملية المتخصصة، ولا أقصد هنا الشهادات الأكاديمية، ولكن أقصد الشهادات المهنية مثل CFA,CPA في تخصص المالية، أو مثلا PMP في إدارة المشاريع أو الشهادات المتخصصة في الشبكات.. CCNA، فهذه تعطي بعدا معرفيا مركزا وعميقا في مجال عمل الموظف، وبمواصفات عالمية ثابتة.
ثالث العوامل هو نوع الجامعة التي تخرج منها الموظف، فطبيعة التدريس في أي جامعة ينعكس على شخصية الخريجين من ناحية الجدية، وطريقة التفكير في حل المشكلات، والقدرة على البحث واكتشاف الجديد في مجال العمل، إضافة إلى نوع المعلومات وطريقة توصيلها إلى الطالب.
آخر هذه الوسائل هو السؤال عن الموظف في أعماله السابقة، فكل الناس يحاول أن يكون لبقا في أثناء المقابلة الشخصية، وتوجد لدى بعض الناس القدرة على إظهار أنفسهم بأنهم أصحاب إنجازات كبيرة في أعمالهم، ولكن عندما توظفهم تكتشف أنهم كانوا جيدين بالكلام فقط، وكان يمكن اكتشاف الموضوع لو تم السؤال عنهم في أعمالهم السابقة. ويبقى في النهاية أن التوفيق من الله.

الرئيس التنفيذي لشركة توطين لتوظيف المديرين

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي