العقوبات البديلة.. ليست إجازة بلا مرتب!

الذين تصوروا أو توهموا.. أو ظنوا أن العقوبات البديلة هي فسحة.. أو نزهة.. أو إجازة بلا مرتب، واهمون.. فهي أولا عقوبات قبل كل شيء.. والعقوبة جزاء يوقعه المجتمع على الجاني والمجرم والخارج على القانون ليردعه أولا.. وليدفع ثمن جنوحه وخروجه على النظام.. ثم ليردع غيره حتى لا يقدم على ما أقدم عليه سابقه.
فالعقوبات البديلة إذن عقوبات.. ولكن شروطها مختلفة عن العقوبات التي تنتهي بالحبس أو السجن أو الجلد.
وقد أوضح مدير عام السجون في المملكة اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي أن نظام العقوبات البديلة في طور الاعتماد من الجهات العليا بعد الموافقة عليه من وزارة الداخلية.. وقال الحارثي إن العقوبات البديلة لها شروط والتزامات وليست إجازة مفتوحة.. ولا هي نزهة خارج جدران السجن.
وحدد الحارثي شروط والتزامات العقوبات البديلة، ومنها: حظر قيادة السيارات.. المنع من السفر.. إسقاط حق الولاية.. المشاركة في أعمال الدفاع المدني.. الكشافة.. الحراسة الليلية.. والتدريس في محو الأمية.
ثم هناك عقوبات بديلة نفسية وأخرى مقيدة للحريات.. مثل حظر التجول والمراقبة الإلكترونية بالكاميرا والأساور أو بهما معا.
وهذا يعني الكثير لإيقاف تدفق الأعداد المتزايدة من المساجين على السجون التي ازدحمت بهم.. وهي أفضل ألف مرة من بناء سجون جديدة تتكلف المليارات إلى جانب إيواء المساجين.. وهي تحمي الشباب مرتكبي المخالفات البسيطة من الاختلاط بعتاة المجرمين في السجون.. وما يحدثه هذا الاختلاط من كوارث ومآس.
جاءت هذه التوضيحات والبيانات في محاضرة ألقاها اللواء الحارثي بدعوة من النادي الأدبي الثقافي في الطائف.
إننا مقبلون على نظام حضاري يتعلق بضرورة النظرة المتأنية والعادلة والإنسانية في نظام العقوبات.. وهي خطوة يجب تحيتها وتقديرها والإشادة بها لوزارة الداخلية والقائمين عليها وعلى رأسهم سمو الأمير نايف بن عبد العزيز الذي تشهد الوزارة في عهده خطوات رائعة إلى الأمام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي