أطفالنا .. كيف تعلموا العنف ومارسوه؟!

انطلقت الحكاية هذه المرة من محافظة «الطائف»، بطلها مدير مدرسة ثانوية.. الجناة أربعة أشخاص ترصدوا لمدير المدرسة عند إحدى محطات الوقود وانهالوا عليه ضرباً بالعصي والأسلحة البيضاء .. وفروا هاربين بفعلتهم .. المدير نُقل في حالة يرثى لها إلى مستوصف «قباء» الحكومي، ونظرا لسوء حالته تم تحويله إلى مستشفى الملك «فيصل» الحكومي في «الطائف» وغادر المستشفى.
المدير المصاب أبلغ عن سبعة أشخاص تم القبض على أربعة منهم والتحقيقات الأمنية جارية لمعرفة دوافع الاعتداء على مدير المدرسة الثانوية.
بدوره الأستاذ «محمد أبو راس» مدير عام التربية والتعليم للبنين في «الطائف» اهتم بمعرفة أسباب ودوافع الهجوم .. التحقيقات تبين أن الحادثة جنائية وخصوصاً أنها تمت خارج أسوار المدرسة .. ولكن في حال أثبتت التحقيقات أن الحادثة لها علاقة بالجانب التربوي ستتشعب التحقيقات .. لأن المدير المعتدى عليه أحد منسوبيها ويعمل بالسلك التربوي .. ومسؤوليتها حمايته .. والوقوف إلى جانبه حتى يسترد حقوقه كاملة ومعاقبة المتهمين في حال ثبت أنهم طلابه.
مع الأسف الشديد ليس هذا هو الحادث الوحيد .. فمنذ بداية العام الدراسي .. عادت حوادث الاعتداء على المدرسين تطل برأسها من جديد .. وهذا يدخل ضمن تنامي ظاهرة العنف التي تجتاح المجتمع في الآونة الأخيرة .. العنف بالشارع والبيت ممثلاً بالأب الذي يضرب زوجته أمام أطفاله .. فيزرع في نفوسهم ثقافة العنف منذ الصغر .. فالضرب رجولة وقوة وسيطرة (من وجهة نظر الطفل).
العنف ضد الخدم ومعاملتهم بقسوة .. والتلفظ عليهم بألفاظ جارحة .. هذا عنف يشحذ الطفل ليصبح جزءاً من سلوكه .. كذلك هنالك فكرة، البعض يربي أطفاله عليها عندما يأتيه شاكياً من طفل آخر ضربه .. يصرخ الأب بطفله (اضربه كما ضربك . خذ حقك بيدك)، فيربى في داخله العنف والقسوة دون أن يشعر .. مفاهيم كثيرة تفرز فكرة العنف وترسخها .. يجب أن نعالجها أولاً قبل أن يصل بنا الحال إلى أن يتربص الطلاب بمدرسيهم ومديريهم لتلقينهم درساً لا علاقة له بالتربية والتعليم أبداً.
لطالما طالبنا من مكاننا هذا بسرعة دراسة ظاهرة تنامي العنف في المجتمع من خلال الجامعات السعودية، حيث لديها أعداد كبيرة ومؤهلة من علماء الاجتماع .. لإعداد دراسات اجتماعية .. وبصورة عاجلة لتدارك الموقف حتى لا تتسع رقعة العنف .. علينا التحرك فعلاً قبل فوات الأوان وحين لا ينفع الندم!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي